أثار ترحيل المئات من أبناء المحافظات الشمالية من مدينة عدن، السبت موجة استنكار واسعة، وعاصفة من الردود الغاضبة، إزاء هذا الإجراء الذي وصف ب"العنصري" و"المناطقي". وفي رده على هذه الممارسات التي لقيت استهجاناً واسعاً في الوسط السياسي والشارع اليمني عموماً، قال الرئيس هادي "إن الممارسات الفردية لترحيل المواطنين من أبناء تعز (شمالية) أو غيرها مرفوضة، فمحافظة تعز كانت وستظل العمق لعدن فهي منّا وإلينا وكذلك كل محافظات الوطن". وأشعلت عملية الترحيل العنصري مواقع التواصل الاجتماعي، بين مستهجن للخطوة، وملمح بدعمها، حيث يرى رافضوا الانفصال في الخطوة محاولة من عناصر جنوبية لفرض واقع جديد على الأرض. وطالب ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي الرئيس عبد ربه منصور هادي بوضع حد لمثل هذه التصرفات المناطقية التي لا تخدم سوى القوى الانقلابية، بحسب تعبيرهم. وقال منتقدوا عملية الترحيل القسرية، إن ترحيل مواطنين يمنيين من أي مكان في الدولة أمر مثير للاستغراب، وغير قابل للتبرير إطلاقاً. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق عملية ترحيل المواطنين الشماليين، ويظهر الفيديو العشرات من العمال، و هم على حافلات في محطة لسيارات الأجرة. إجراءات الترحيل رفضتها الرئاسة والحكومة اليمنية، معتبرة أن هذه الممارسات "لا تخدم الشرعية" بل "إرباك المشهد وخلط الأوراق لصالح الحوثيين". من جهته، اعتبر وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، الأحد، أن ما حدث في عدن بحق أبناء تعز جريمة وممارسة عنصرية يجب أن يحاسب من قام بها". وكتب المخلافي على حسابه بموقع "تويتر" أن "الذين لا يدركون خطورة ما يحدث ويمارسون ما يخالف القانون ويصنعون الأحقاد، فهم يخدمون الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في تمزيق النسيج الاجتماعي ولا يخدمون جنوب البلاد أو شمالها". وأشار الوزير اليمني في تغريدات أخرى، إلى أن "مدينة عدن وكذا الشطر الجنوبي، رمزا للمدنية والقانون، وتجسيد للوحدة الوطنية"، مؤكدا أنهم لن يتحملوا "وزر ممارسات البعض الذين ستتم محاسبتهم ولا يمثلون الحكومة وتوجهها". وذكر المخلافي أن الاستعمار البريطاني لم يستطع على مدى 128 عام أن يفرق "عدنوتعز" مشددا على أن "ممارسات وجرائم أنتجها انقلاب الحوثي وصالح وجرائمهما في حق المدينتين، لن تفرقهما". وفي سياق ردود الأفعال، غرد الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، بموقع "تويتر" قائلا إن "الشطر الجنوبي من اليمن، يحتاج إلى تدخل سعودي على الأرض، يحميه من مغامرات مستعجلة، تهدد هدف عاصفة الحزم الكبير". من جهتها أعلنت سلطات عدن أن هذه الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذتها، تهدف إلى "تأمين عدن وسكانها وحفظ دمائهم وسكينتهم وحقوقهم المحمية بجميع الشرائع السماوية والأنظمة والتشريعات القانونية الدولية والوطنية، من أي خطر أو عدوان عليها أيا كان فاعله ومصدره". وأضاف بيان لسلطات عدن أن إجراءات التحقق من الهوية الشخصية الذي تنفذه الوحدات الأمنية ونقاط التفتيش المنتشرة في الخطوط الرئيسية ومداخل المدينة ومناطقها، وتوقيف من لا يحمل أوراق إثبات شخصيته، يمثل إجراء قانونيا وتدبيرا أمنيا. وقال البيان الذي أصدرته اللجنة الأمنية العليا إن مدينة عدن، كانت ومازالت مدينة السلام والوئام والتآلف والتعدد والتنوع العرقي والثقافي والفكري دون أي تمييز. وكانت سلطات الأمن في عدن قد قامت السبت بترحيل عدد كبير من أبناء المحافظات الشمالية من عدن بدعوى عدم حملهم "لهوية إثبات شخصية"، رغم أن ناشطين يمنيين نشروا عدداً من الصور لعشرات العمال المرحلين يرفعون هوياتهم الشخصية.