استبقت الإمارات نتائج محادثات السلام في الكويت، وأعلنت أن الحرب في اليمن انتهت بالنسبة إلى جنودها؛ في خطوة قد تضعف موقف السعودية، التي تقود التحالف العربي. وفيما كان الجميع ينتظرون الكشف عن خريطة الطريق الدولية للسلام، جاء الإعلان الإماراتي على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي كان يتحدث في ديوان نائب حاكم إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد؛ حيث أشار بوضوح إلى نية حقيقية بعدم مواصلة القتال في اليمن، على الرغم من أن هذه الخطوة قد تضعف موقف السعودية وحلفائها في المفاوضات الجارية في الكويت. الوزير الإماراتي أكد أن الحرب انتهت، اليوم (15/06/2016)، وتم رصد الترتيبات السياسية لتمكين الشرعية من إدارة الخدمات الأساسية، وتحسين أدائها، ورصد إرهاب "القاعدة" المدعوم، من "الإخوان المسلمين" على حد وصفه، والذي يستفيد من غياب الدولة لإقامة إمارة إرهابية في المكلا، التي تم ضربها بشدة في عملية، قال إنها من أنجح العمليات ضد الإرهاب، والتي لم تستطع دول كبرى القيام بمثلها. وبرر الوزير الإماراتي هذا القرار، الذي جاء متزامنا والبدء بسحب القوات الإماراتية من مدينة عدن، بأن "عاصفة الحزم" و"استعادة الأمل"، اللتين قادتهما دول التحالف بقيادة السعودية ودعم ومساندة الإمارات، حققتا أهدافهما العسكرية بكل جدارة. وأن من هذه الأهداف كان تحرير الكثير من المحافظاتاليمنية، وخاصة محافظتي عدن ومأرب، وتخليص المكلا من قبضة "القاعدة"، والالتفاف على العودة في باب المندب. وفي تعبير عن عدم رضا أبوظبي عن أداء الرئيس عبد ربه منصور هادي، أوضح الوزير قرقاش أن التدخل العسكري أنجز كل المطلوب وبقي الانفراج السياسي؛ وهو يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم. وأشار إلى أن محمد بن زايد أدرك مبكرا أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق، بل داخل اليمن في مواجهة الانقلابيين. وتحدث قرقاش عن الأهداف السياسية ل"عاصفة الحزم"، وقال إنها ثلاثة، وتتمثل في: العودة إلى المسار السياسي بين الأطراف اليمنية، وعودة الشرعية إلى السلطة، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي، الذي يحاول محاصرة المنطقة عبر اليمن. ومع ذلك، فإنه عاد ليؤكد أن الإمارات ستلعب دورا في مساعدة اليمنيين على بناء وطنهم. غير أن المهمة الكبرى تقع على اليمنيين أنفسهم، وأن عليهم الآن التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل وطنهم، وبناء الدولة الحديثة؛ مدللا على فشل التدخلات الخارجية في بناء الدول بالتدخل الأمريكي، الذي فشل في بناء الدولة في العراق وفي أفغانستان. وإذ يرى المراقبون أن الانسحاب الإماراتي يجعل السعودية وحيدة في اليمن، فإنه في الوقت نفسه يلغي أي اتهامات عن طموحات إماراتية للبقاء في اليمن، أو لعب دور سياسي مستقبلي؛ حيث ساق الوزير الإماراتي مبررات تدخل بلاده عسكريا في اليمن، وقال إن "التمرد" استقوى وأوجد اصطفافا مدعوما من إيران. كما أنه جرى في ديسمبر/كانون الأول 2015 اكتشاف منصات صواريخ تستهدف السعودية، ما يعني أن الأمر في ليس استباحة اليمن وإنما في العمل على إحداث تغيير جوهري في التوازن الإقليمي.