كشفت مصادر داخل جماعة الحوثيين عن تصاعد حدة التوتر داخل الجماعة، بين زعيم الحركة عبدالملك الحوثي، والقيادي الذي كان في وقت سابق يعتبر الرجل الثاني، عبدالله الرزامي، وان هناك استقطابات كبيرة تحدث وسط صفوف القيادات، حيث اختار بعضهم الوقوف إلى جانب الزعين الحوثي، فيما التزم آخرون بدعم الرزامي. واضافت المصادر أن الرزامي ضاق ذرعا بمحاولات عبدالملك الحوثي لتحجيمه وسلب كل الصلاحيات منه، وقام بحشد أتباعه في مديرية "البقع" بمحافظة صعدة، بالتزامن مع احتشاد مماثل لعناصر جماعة الحوثيين الموالين لعبدالملك الحوثي، الأمر الذي فرض أجواء مشدودة بالتوتر وتوجسات من اندلاع صدامات مسلحة عنيفة ووشيكة. وقالت المصادر بحسب صحيفة "الوطن" السعودية إن وفدا من كبار قادة الحوثيين بدأ محاولة للتوسط بين الحوثي والرزامي، إلا أن الأول رفض التجاوب مع هذه المحاولة، مشددا على أنه يعتبر تصرف الرزامي بمثابة "تمرد صريح" على الجماعة , فيما يتمسك الثاني بضرورة إعمال مبادئ المشاركة، وعدم استئثار عبدالملك بكل مفاصل القرار في الجماعة، ووصفه بأنه يجهل مبادئ العمل العسكري وأوكل الأمور العسكرية إلى عناصر لا تمتلك الخبرة أو القدرات الكافية. لذلك لا أستبعد أن تندلع ثورة مضادة كبيرة في صفوف الانقلابيين في غضون الفترة المقبلة، إذا استمر هذا الوضع. وكانت خلافات قد اندلعت في وقت سابق بين الجانبين، وأشارت المصادر أن وشاية نقلها القيادي في الحركة أبو علي الحاكم، إلى عبدالملك الحوثي كانت هي السبب المباشر في التدهور الكبير الذي حدث في علاقاتهما، وأن الحاكم أوهم الحوثي بأن الرزامي يريد الانقضاض على قيادة الحركة، وهو ما تسبب في النفور بين الرجلين. والجدير بالذكر ان هناك أجواء من السخط الشديد بين عناصر الحوثيين، بسبب انشغال القادة بأمورهم المالية والسياسية وإهمال الجرحى الذين سقطوا في ميادين القتال. وهؤلاء لا يجدون أدنى قدر من الرعاية، ويعانون من التجاهل التام، في الوقت الذي ينعم فيه قيادات الجماعة الانقلابية بالكثير من الامتيازات".