أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الدكتور " عبدالملك المخلافي "إن أوهام الحوثيين وصالح المتمثلة في السيطرة على اليمن والعودة للحكم بقوة السلاح لن تتحقق أبدا، وأنه أصبح لزاما على الانقلابيين أن يدركوا أن تمسكهم بأوهامهم هذه لن تزيد الأمور إلا سوءا ولن تجلب لليمن إلا الدمار والخراب والمعاناة. وقال " المخلافي " خلال محاضرة ألقاها مساء أمس في مقر المجلس الألماني للسياسة الخارجية في العاصمة الألماني برلين أمام جمع من الصحفيين والناشطين الألمانيين المهتمين بالشأن اليمني " أنه لاتوجد أي نية لدى الحكومة بإقصاء أي طرف من الشراكة الحقيقية في الحكم أو في تمثيل اليمن في حكومة وحدة وطنية، ولكن ليس قبل أن يتم تسليم السلاح والانسحاب وفقا للمرجعيات المتفق عليها سابقا وأضاف " المخلافي " أن السلام هو خيار الحكومة الدائم وأن الحرب فرضت على الشرعية جراء الانقلاب على الدولة ومؤسساتها مؤكداً في الوقت ذاته أن الانقلابيين قاموا بالسطو على السلطة قبيل تقديم مسودة دستور اليمن الاتحادية الجديد للمناقشة ومن ثم للاستفتاء العام ". وقال " المخلافي " في المحاضرة " أن الرئيس السابق " علي عبدالله صالح " تحالف مع الحوثيين من أجل عرقلة استكمال مشروع الدولة اليمنية الجديدة. وحول الحرب التي تقودها قوات التحالف في اليمن قال " المخلافي " أن رئيس الجمهورية، اضطر إلى الاستعانة بالتحالف العربي الداعم للشرعية من أجل إنقاذ اليمن من مليشيا الحوثي-صالح التي استولت على العاصمة صنعاء واغتصبت مؤسسات الدولة بتواطؤ مباشر من القوات الموالية لصالح. وحول " المجلس السياسي للحوثيين عّلق المخلافي في المحاضرة قوله " أن الانقلابيين حاولوا شرعنة انقلابهم بإنشاء ما سمي ب"المجلس السياسي" وحاولوا دون جدوى الدعوة لعقد اجتماع لمجلس النواب في مخالفة واضحة ليس فقط للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والشرعية الدولية المتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216 بل أيضا في مخالفة صريحة لدستور الجمهورية اليمنية ولوائح مجلس النواب الداخلية. وذكر بأن الفساد والغياب التنمية الحقيقية طيلة العقود السابقة في اليمن هي التي ساهمت بشكل كبير في قيام الثورة الشبابية عام 2011 التي أطاحت بحكم صالح الذي استمر لأكثر من 33 عاما. وأضاف بأن ثورة 2011 كانت الثورة الوحيدة في المنطقة التي تُوجت بتسوية سياسية سليمة ممثلة بالمبادرة خليجية وآليتها التنفيذية حيث نقلت السلطة وأعطت الحصانة وحقنت الدماء والأموال والحقوق وضمنت لليمن مستقبلا زاهرا بلا حرب ولا دمار. وأوضح الوزير بأن السلام يتطلب تغليب مصلحة الشعب ويتطلب منح المزيد من الفرص وأن الحكومة مستعدة للمشاركة في مشاورات قادمة ولكن على أساس ما تم الاتفاق عليه وبناء على المرجعيات. كما أشار الوزير إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يزداد سوءا يوما بعد يوم وأن الانقلابيين مستمرون في ممارسة الاعتقالات والخطف والإخفاء القسري في حق ألاف الناشطين وأنهم قاموا بإغلاق الكثير من الصحف والقنوات ويستمرون في قصفهم العشوائي على المدن والقرى دون مراعاة للمدنيين. وخلال المحاضرة ثمن الوزير دور ألمانيا الاتحادية الداعم للعملية السياسية وعودة الشرعية لليمن، مشيرا إلى أن ألمانيا تعتبر من أكبر المساهمين في دعم التنمية في اليمن منذ أمد بعيد. وأشار الى ان سياسة ألمانيا الخارجية إيجابية تجاه الأوضاع في المنطقة عامة وفي اليمن تحديدا.
