يبدو أن قضية طحن الشاب المغربي محسن فكري قد دخلت منعطفاً جديداً؛ إذ قرر عدد من الهيئات السياسية والحقوقية الاحتجاج على الفاجعة، إلى جانب إطلاق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "#طحن_مو". فيما دعا عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، أنصار حزب "العدالة والتنمية" إلى عدم الاستجابة لأي احتجاج. وأوضح أنه "تم فتح بشأن الحادث تحقيق من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي انتقلت لعين المكان لهذه الغاية". في ذات الوقت دعت أحزاب أخرى وجمعيات إلى التظاهر في 10 مدن بالبلاد اليوم الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2016 على خلفية الحادث. رواية السلطة وحاولت وزارة الداخلية المغربية تطويق الأزمة تفادياً لما لا يحمد عقباه، إذ سارعت بإيفاد لجنة إلى المدينة للتحقيق في ملابسات القضية، إلى جانب خروج مسؤول المنطقة لتأكيد أن الإجراءات الإدارية الأولية قد اتُّخذت والمتمثلة كمرحلة أولية في توقيف مندوب الصيد البحري بالمدينة. وأكد ممثل وزارة الداخلية على أن التحقيق سيكون شفافاً للوصول إلى حقيقة ما جرى، والذي لن يسمح بتمرير الواقعة بسهولة. أما المديرية العامة للأمن الوطني -جهاز الأمن المغربي- فقد ردت في بلاغ لها على الهاشتاغ الذي انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي "#طحن_مو" والتي تعني "إطحن أمه"، وذلك بعدما اتهمت صفحات بفيسبوك أحد رجال الأمن بكونه أعطى تعليمات لسائق الشاحنة التي كانت محملة بالأسماك بتشغيل آلية الضغط على النفايات ما أدى إلى وفاة الشاب محسن فكري. ونفت المديرية العامة كل ما راج بمواقع التواصل مؤكدة في بيان لها أن "المزاعم التي تنسب لموظف شرطة إعطاء الأمر لسائق الشاحنة بتشغيل آلية الضغط على النفايات، المتصلة بالمقطورة، تبقى مجرد ادعاءات غير صحيحة على اعتبار أن ذراع التحكم في هذه الآلة الضاغطة توجد في الجهة اليمنى لآخر الشاحنة، ويستحيل على السائق التحكم فيها وهي المهمة التي يضطلع بها عادة مستخدمون آخرون غير السائق". وأورد المصدر نفسه أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية -جهاز أمني- قد "شرعت فعلاً في إجراء بحث شامل ودقيق في النازلة (الواقعة)، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد جميع ظروف وملابسات هذه القضية". وقفات احتجاجية فيما دعت جمعيات مغربية من بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر جمعية حقوقية بالبلاد) إلى وقفات احتجاجية اليوم الأحد، جراء هذا الحادث. في المقابل، نفت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، أن يكون أحد رجال الشرطة قد طلب رشوة مرتبطة بقضية محسن فكري. واعتبرت المديرية أن "مجموعة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أخباراً غير صحيحة، مفادها أن مسؤولاً أمنياً هو من أعطى تعليماته لسائق الشاحنة بتشغيل آلة الضغط على النفايات المتواجدة في المقطورة الخلفية، مما أفضى إلى الوفاة"