أثار القرار الجديد الذي اتخذته مؤسسة الاتصالات في صنعاء، والقاضي بإلغاء ميزة التحميل المفتوح في خطوط الإنترنت الذهبية، أثار موجة استياء واسع لدى أصحاب الشبكات المحلية. ومنذ العام 2012م، ومع ازدياد عمليات الإطفاء اليومي للكهرباء، حتى انعدمت تماماً، بدأ كثير من الشباب في العاصمة بالتوجه نحو إقامة مشاريع شبكات وايرلس بدلاً عن مقاهي الانترنت، تقوم بتغطية مربع سكني أو أكثر، مستغلين الطاقة الشمسية التي أصبحت البديل الأمثل للطاقة الكهربائية، بالإضافة الى ميزة خطوط الإنترنت الذهبية التي كانت تقدمها شركة الاتصالات الحكومية "يمن نت". وبالرغم من الكلفة المرتفعة لتسعيرات الخطوط الذهبية، إلا أنها كانت مقبولة اقتصادياً – الى حد ما – لدى أصحاب شبكات الوايرلس، نظراً لأنها مفتوحة التحميل، وهو أمر لابد منه لأي مركز يقدم خدمة الإنترنت للمشتركين المحليين. وقبل أكثر من عامين حاول عدد من المستثمرين إدخال خدمة الإنترنت فائق السرعة (4G) للعاصمة، لكنها لم تلق رواجاً مناسباً لدى المستخدم المحلي نظراً لتوافر المنافسين من أصحاب الشبكات المحلية، والذين يقدمون ذات الخدمة وبأسعار أقل بكثير تتلاءم والحالة المادية الصعبة للمستخدمين. وعلى الرغم من الأرباح الصغيرة التي يجنيها أصحاب الشبكات المحلية، إلا أن هذا المشروع شكل وسيلة أمثل لكسب الرزق لدى عدد كبير من الشباب الذين لم يجدوا فرصة للعمل في القطاعين الحكومي والخاص، فالتفت كثير منهم لإنشاء شبكة خاصة به تقوم بتغطية المربع السكني الذي يسكن فيه، في حين استطاع عدد منهم في التوسع بشكل أكبر وتغطية أحياء بكاملها، ما ساهم في إنعاش الحالة الاقتصادية لكثير من الأسر اليمنية. ويمثّل قرار مؤسسة الاتصالات بإلغاء الخط الذهبي ضربة كبرى لأصحاب الشبكات المحلية، ما يهدد بإيقاف جميع الشبكات في الأحياء نشاطها، نظراً لانعدام الهامش الربحي في ظل القرار الجديد، وهو ما يشكل يكل تهديداً مباشراً لعديد الأسر اليمنية التي استغنت بنفسها عن واجبات الدولة تجاهها في توفير فرص للعيش الكريم، واعتمدت على الربح المتحصل من مشروع شخصي لا فضل للدولة فيه. ويتهم أصحاب الشبكات المحلية المؤسسة العامة للاتصالات بأنها تحاول القضاء على مراكز الوايرلس المحلي، بحيث تخلو الساحة للمستثمرين الذين يحاولون نشر شبكات الفور جي. وفي معرض ردود الفعل الغاضبة من القرار التعسفي، اقترح أحد ملاك الانترنت معاملة سلطات صنعاء بالمثل، واستبدال تسديد الخطوط في أي من مراكز التسديد في العاصمة بتسديها من أي فرع في محافظات تابعة للشرعية، منها مأرب وعدن، بحيث تحرم سلطات صنعاء من أي إيرادات مالية تأتي عن طريق ملاك الشبكات، لإرغام الحوثيين على إلغاء القرار. وقال بسام ، أحد ملاك شبكات الوايرلس ل "المشهد اليمني": يتحدثون عن أرباح خيالية نجنيها من هذا المشروع، وهذا كذب.. لا أعرف أحداً من مالكي شبكات الوايرلس قد بنى حتى "غرفة" من دخل شبكته.. إن كفت مصاريف للشبكة والبيت فهذا غاية نسعى له.. يحاربوننا من أجل عيون الفور جي.. يحاربون المواطن البسيط الذي يعول نفسه وأسرته مستغنياً عنهم، سعياً لكسب عدة ملايين من هوامير المستثمرين الذين ينتظرون لحظة الإنقضاض على السوق المحلية".