لطالما كان الرئيس السابق علي عبدالله صالح يحاول ترتيب الأوضاع لنجله قائد الحرس الجمهوري السابق "أحمد" كي يتولى عرش رئاسة البلاد خلفاً له، قبل أن تأتي ثورات الربيع العربي لتطيح بأحلامه. وفي ظل استفراد صالح ب"المؤتمر" كحزب أخرجته المبادرة الخليجية من الهيمنة العليا على القطاعات الاقتصادية والعسكرية والحكومية قبل ما يقارب الخمس سنوات، ظل السؤال يتردد عمّن يكون خليفة صالح على رأس الهرم التنظيمي للحزب، دون إجابة شافية، خاصة بعد أن كشفت عمليات عاصفة الحزم اهتراءاً وانقساماً حاداً في صفوفه، إذ تخلى كثير ممن كانوا يصنّفون ب "الصقور" في المؤتمر عن صالح، ووقفوا الى جانب القيادة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي. غير أن تعيين يحيى محمد عبدالله صالح كعضو في اللجنة العامة نوفمبر الماضي أفضى الى طرح تساؤلات عن أسباب ذلك التعيين ودافعه، كون اللجنة العامة تعتبر أعلى هيئة تنظيمة داخل بنية حزب صالح. وجاء تعيين ابن شقيق صالح بعد أشهر قليلة من إعلانه انضمامه الى صفوف الحزب، لتزيد من التكهنات عن دور قيادي يقوم صالح بإعداد ابن أخيه لتوليه. وكشفت مصادر إعلام مؤتمرية عن وثيقة التعيين في اللجنة العامة اليوم الأحد. وبحسب "يمن مونيتور"، فقد رجّح مصدر ينتمي لحزب صالح الى أن الأخير قد عقد العزم على تولية ابن أخيه خليفة له في رئاسة الحزب في قادم السنوات، وهو ما تعتقده أيضاً الدائرة المقربة من صالح. وينشط يحيى محمد صالح في الأشهر الماضية في أروقة السياسة الخارجية، إذ يجري بشكل دوري محادثات مع وسائل إعلام ودوائر سياسية مقربة من إيران وروسيا، حيث يقول كثيرون بأنه يعمل على بناء شبكة علاقات متينة مع هاتين الدولتين، ليدخلا بشكل أكبر وأكثر تأثيراً في الملف اليمني، خاصة بعد النصر الذي تحقق لهما في حلب.