فاجأت قوات الجيش الوطني عناصر التمرد الحوثي بعملية عسكرية واسعة انطلقت في ساعات متأخرة من مساء أمس الجمعة، استهدفت استكمال تحرير الشريط الساحلي الغربي لليمن من سيطرتها. ومع ساعات نهار اليوم السبت أعلن قوات محور تعز تحرير عدد من المناطق والتباب الهامة غرب مدينة تعز، كان أبرزها على الإطلاق تحرير مركز مديرية ذوباب. ويشكل تحرير منطقة ذُباب ضربة قوية لميليشيات الحوثي وصالح، إذ يمنعها من تشكيل أي تهديد على مضيق باب المندب، ويحقق هدف التحالف العربي بحماية الملاحة البحرية في المضيق الذي يشكل الشريان التجاري الاستراتيجي لكافة دول العالم. من الناحية الاستراتيجية يكتسب تحرير ذُباب أهمية خاصة، ويسهل من عملية تحرير ميناء المخا القريب، مما يعزز قدرة التحالف على تأمين كامل السواحل اليمنية على البحر الأحمر.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح الى أن أبرز المكاسب يكمن في كبح جماح قدرات المليشيا على التنفس والمناورة، كما يمنعها من استغلال السواحل اليمنية لتهريب الأسلحة، وقطع إمدادات المليشيا وشبكة صالح من مهربي السلاح، ما قد يعجّل باستكمال تحرير كامل محافظة تعز. هذا فضلاً عن منع سلطات الإنقلاب من المتاجرة بقوت المواطنين، وبسط نفوذ الشرعية على أحد أهم المنافذ البحرية اليمنية. ويعتبر نجاح العملية العسكرية ثمرة للتخطيط العسكري الاستراتيجي للجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من التحالف العربي. وبتسليط نظرة أكثر شمولية للعملية فإنها تؤشر بشكل لافت على عزم المقاومة الشعبية والتحالف العربي على تخليص اليمن من بقايا الانقلاب وقتلة الأطفال، وإبعاده عن الأجندات الخارجية، واستعادة الشرعية على كامل التراب اليمني. وبما يبقي اليمن عربياً بعيدا عن متناول من يعتقدون بأن سواحل اليمن ستكون مقراً لأساطيلهم.