وافق مجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، على تعيين ريكس تيلرسون وزيراً للخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. ويخلف تيلرسون (64 عاماً) بذلك جون كيري الذي غادر الخارجية في 19 كانون الثاني/يناير، وأيد أكثر من نصف أعضاء المجلس تعيينه في تصويت بمجلس النواب. وأيد 56 من أعضاء مجلس الشيوخ تعيين تيلرسون مقابل 43، وعارض غالبية الديموقراطيين هذا التعيين بسبب علاقات سابقة كانت تربط تيلرسون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخشية من أن يؤيد الوزير الجديد وترامب رفع بعض العقوبات عن موسكو. وتيلرسون هو فقط المسؤول الحكومي الكبير السادس الذي يوافق مجلس الشيوخ على تعيينه بعد وزراء النقل والدفاع والأمن الداخلي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والسفيرة لدى الأممالمتحدة. وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي وافقت في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، بأغلبية ضئيلة على تعيين تيلرسون رئيس شركة إكسون موبيل السابق لمنصب وزير الخارجية. وبلغ عدد الأصوات المؤيدة لتيلرسون خلال التصويت في اللجنة 11 صوتاً مقابل 10 أصوات مع معارضة جميع الأعضاء الديمقراطيين ترشيحه. ويدير ريكس تيلرسون، الذي حصل على دعم من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ليكون وزيرا للخارجية في إدارة ترامب، أكبر شركة نفط في العالم من حيث القيمة السوقية. ولد تيلرسون (64 عاما) في ولاية تكساس، ويترأس شركة "إكسون موبيل" للنفط، وعمل لصالحها في الولاياتالمتحدة واليمن وروسيا، ولديه علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت علاقة تيليرسون بالكرملين، الذي منحه وسام الصداقة عام 2013، هو الموضوع الرئيسي للتدقيق والفحص من قبل المشرعين الأمريكيين قبل التصويت على منحه الثقة لهذا المنصب الرفيع. وخلال الجلسة التي عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيين تيلرسون في منصبه الجديد، أقر بأن الغرب لديه مبررات للقلق من العدوان الروسي، لكنه رفض وصف بوتين بأنه مجرم حرب. وفي نهاية المطاف، وافقت لجنة العلاقات الخارجية على تعيينه وزيرا للخارجية، بعدما صوت جميع الجمهوريين لصالحه وجميع الديمقراطيين ضده، مما يمهد الطريق للتأكيد على تعيينه في هذا المنصب الرفيع من قبل مجلس الشيوخ. وفي حين أثار المعارضون بعض المخاوف بشأن قدرته على الارتقاء من مجرد رئيس لشركة إلى وزير يتولى الملفات الخارجية لبلاده، يرى بعض أنصاره أن خلفيته في إبرام الصفقات قد تضفي منظورا جديدا على أعلى منصب دبلوماسي في البلاد. وقال الفريق الانتقالي لترامب إن تيلرسون سوف "يساعد على عكس اتجاه سنوات من السياسات والإجراءات الخارجية المضللة" التي أضعفت مكانة البلاد على المستوى الدولي. وقال تيلرسون إنه يشاطر ترامب رؤيته "لاستعادة مصداقية العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، وتعزيز الأمن القومي لبلادنا". في جيب بوتين؟ يأتي ترشيح تيلرسون في أعقاب الكشف عن شكوك وكالات الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا ساهمت بشكل سري في فوز ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وهو ما دفع بعض النقاد للإعراب عن قلقهم من علاقاته الوثيقة مع موسكو. وخلال الفترة التي قضاها في شركة إكسون، عقد تيلرسون صفقات بمليارات الدولارات مع شركة "روسنفت" الروسية الحكومية للنفط، بما في ذلك اتفاقية لاستكشاف الموارد الجوفية في سيبيريا، والتي قد تصل قيمتها لمليارات الدولارات. ومن المعروف أيضا أن تيلرسون صديق ل إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لروسنفت، والذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الوزراء في نظام بوتين. ووصف سيتشين بأنه ثاني أقوى رجل في روسيا. ورفض تيلرسون العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم.