يوماً بعد آخر تزداد سخونة الأجواء المتوترة بين تحالف الحرب (صالح - الحوثي) في تصاعد دراماتيكي للصراع المتفجر بينهما منذ الاجتياح الكبير للعاصمة صنعاء في العام 2014م. وفي أحدث فصول هذا الصراع بدأ الطرفان بحملة إلصاق تهمة "الفساد" بالآخر، وذلك عن طريق تسريب وثائق ومستندات رسمية تكشف عن مخالفات قانونية جسيمة ومحاولات لنهب المال العام أو تعيين أقارب دون السن القانونية والخبرة الكافية في مناصب حساسة في مختلف القطاعات الحكومية التي تخضع لسيطرة الإنقلابيين. ويقول مهتمون بالشأن المحلي بأن صالح كان السبّاق لتدشين حملة "التشويه" لشريكه الحوثي، مبتدءاً هذا النوع من الصراع عن طريق رعاية وإذاعة برامج تلفزيونية في قناته الخاصة "اليمن اليوم"، وتقوم بمهاجمة سياسات الحوثيين بشكل يومي واتهامهم بتجويع ملايين اليمنيين، قبل أن يستخدم ورقة "المستندات" الحكومية لكشف حجم الفساد المتغلغل داخل أروقة السلطة في صنعاء، والتي يقف وراءها قيادات حوثية بارزة. وتسببت سياسات صالح في قلب الزخم والتأييد الذي قوبل به الحوثيون من قبل أنصار صالح أثناء اجتياحهم لصنعاء الى غضب واحتقان قطاع واسع منهم، قوبل ذلك بحملة انتهاكات واعتقالات وتهديدات بالتصفية لعدد من أعضاء حزب المؤتمر. الحوثيون أيضاً بدأوا بمهاجة صالح وحزبه بنفس السلاح الذي استخدمه ضدهم، فتم تسريب عدد من الوثائق التي تدين قيادات ووزراء مؤتمريين في حكومة الإنقلاب، بتهم الفساد والتربح الغير مشروع واستغلال النفوذ والسلطة بطريقة غير شرعية. ومن الأمثلة القوية الماثلة أمام الأعين على حرب "التسريبات"، قيام موالين للمؤتمر بنشر وثيقة تفضح قراراً حوثياً بتعيين أحد "مراهقي" جماعة التمرد كمستشار رئاسي، وهو ما رد عليه الحوثيون بتسريب آخر يكشف مخالفة جسيمه ارتكبها أحد الوزراء الموالين لصالح، وذلك بتعيين نجله في منصب "مدير عام" بوزراته. وبينما ينشغل اليمنيون بسد رمق جوعهم الذي وصل حداً غير مسبوق تنشغل قيادات الانقلاب في تدبير المكائد فيما بينها، بينما تواصل القيادة الشرعية تجاهلها المستمر لملايين اليمنيين المهددين بمجاعة وشيكة.