قال مصدر عسكري إن إسرائيل تعزز قواتها في الضفة الغربيةالمحتلة يوم السبت لتكثيف جهود البحث عن ثلاثة شبان إسرائيليين يعتقد أن فلسطينيين خطفوهم. وأثار اختفاء الشبان الثلاثة يوم الخميس أثناء محاولتهم أخذ توصيلة مجانية من معهد ديني يدرسون فيه في مستوطنة يهودية عمليات تفتيش منازل واعتقالات وتحقيقات في مدينة الخليل الفلسطينية والقرى المحيطة بها. كما يختبر الاختفاء أيضا العلاقات بين إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تأزمت بالفعل بسبب اتفاق المصالحة الذي عقده في ابريل نيسان مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المناهضة لاسرائيل. وصدر رد فعل غاضب من حماس على مساعدة عباس لإسرائيل في جهود البحث اليوم السبت. وذكر مسؤولون فلسطينيون أن جنودا إسرائيليين اعتقلوا 12 على الاقل من سكان منطقة الخليل بينهم امرأتان. وقال سكان إن بعض المعتقلين يمارسون أنشطة لها علاقة باصلاح السيارات مما يشير إلى أن التحقيق يركز على تتبع وسائل المواصلات المحتملة في عملية خطف. وقال شهود فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية تصادر أيضا مقاطع فيديو من كاميرات أمنية خاصة في الخليل ومنعت نحو 300 مقيم من السفر. وقال مصدر عسكري إن إسرائيل تتصرف وفقا لافتراض تعرض الشبان الثلاثة للخطف على أيدي فلسطينيين وإن لديها معلومات أولية عن هويات الخاطفين لكن الحالة الصحية للشبان المفقودين غير معروفة. وأضاف "لا يمكننا تأكيد إن كانوا أحياء أو أموات. لا نعلم في الوقت الحالي." وأفاد بأن إسرائيل تعزز جهود البحث وسترسل عددا "كبيرا" من القوات الإضافية إلى منطقة الخليل بما في ذلك لواء مظلات. وقال "نحتاج إلى المزيد من القوات على الأرض للتعامل مع هذا التطور الخطير. إننا بحاجة إلى تعقبهم واستخدام كل الإمكانات المتاحة لدينا لانهاء هذا الأمر على وجه السرعة." وقال مصدر أمني فلسطيني إن قوات عباس تساعد إسرائيل في البحث وأدانت حماس ذلك لكنها لم تعلن أي دور لها في اختفاء الإسرائيليين. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس "التنسيق الأمني الذي تقوم به حكومة (رئيس الوزراء الفلسطيني رامي) الحمد لله وأجهزة أمن عباس مع العدو للاستدلال على أبطال عملية الخليل والقبض عليهم عار لا يغسله سوى استمرار المقاومة." وعبر نشطاء فلسطينيون من قبل عن رغبتهم في خطف إسرائيليين لانتزاع تنازلات من الحكومة الإسرائيلية. وأطلق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني عام 2011 مقابل اطلاق سراح جندي إسرائيلي احتجز في قطاع غزة لأكثر من خمس سنوات. وذكر بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة أن جناحا فلسطينيا لجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقرها العراق وسوريا خطف الإسرائيليين الثلاثة. ولم يظهر البيان على المواقع المعروفة للجماعة على الانترنت مما أثار شكوكا في مدى صحته. ومدينة الخليل معقل لحماس وتمكن نشطاء فيها أحيانا من تفادي حملات أمنية إسرائيلية. وقتل جندي إسرائيلي كان يقوم بدورية في المدينة في سبتمبر أيلول. وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي قتل في هجوم لقناص فلسطيني لم يلق القبض عليه بعد. وقتلت قوات إسرائيلية ثلاثة فلسطينيين متحالفين مع تنظيم القاعدة قرب الخليل في نوفمبر تشرين الثاني. وقالت جماعة مجلس شورى المجاهدين التي كان ينتمي إليها القتلى في بيان لاحق إنها تكسب أراضي في الضفة الغربية. وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان حكومة عباس المسؤولية عن مصير المفقودين الثلاثة الذين لم تفصح السلطات الإسرائيلية عن أسمائهم. وذكرت تقارير إعلامية أن اثنين من المخطفوين يبلغان من العمر 16 عاما والثالث عمره 19 عاما. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون للصحفيين إن إسرائيل أحبطت 14 محاولة من قبل فلسطينيين لخطف إسرائيليين هذا العام مضيفا "يبدو أن هذا الحادث أفلت من تحت أعيننا." وألغى نتنياهو محادثات سلام مع عباس ترعاها الولاياتالمتحدة بسبب اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وقال شخص مطلع على التحقيق إن أحد المفقودين الثلاثة يحمل الجنسية الأمريكية. وقالت الخارجية الأمريكية أمس الجمعة إنها تحث عباس على "العمل عن كثب مع" إسرائيل في جهود البحث.