ذكرت مصادر في جماعة أنصار الله "الحوثيين"، أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ابتعث مندوبين للمكتب السياسي للحوثيين، (السبت)، بعد مواجهات وقعت بين أطقم أمنية وعناصر الحراسة ليلاً. وقالت المصادر لوكالة "خبر" للأنباء: إن الرئيس هادي – وعبر مندوبيه – عبَّر عن أسفه، في رسالة شفهية، معتبراً ذلك عملاً "أحادي الجانب"- حسب تعبيرها. ولم تذكر المصادر أسماء المندوبين. إلى ذلك اتهم بيان صادر عن المكتب السياسي لأنصار الله من وصفهم "وحدات وزارة الداخلية الإقطاعية الإصلاحية مسنودة بعدد من التكفيريين وعناصر ما يسمى القاعدة الفارة من كتاف وأبين، بمداهمة غادرة على مقر المجلس السياسي لأنصار الله في حي الجراف بصنعاء الساعة الثانية بعد منتصف الليل، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وإلحاق الضرر بعدد من السيارات، بالإضافة إلى تكسير بعض نوافذ مبنى المجلس". وقال البيان: "إن هذا التصرف الأهوج الذي قامت به عناصر الإصلاح التكفيرية، يكشف وبجلاء الهزيمة النفسية والمعنوية التي وصلوا إليها من خلال فشلهم في تنفيذ مشاريعهم التآمرية على الوطن وهم يحشدون عناصر التكفير والقاعدة في مختلف مناطق همدان وأرحب وبعض مناطق عمران المتاخمة للعاصمة صنعاء، من أجل إثارة حرب لا معنى لها ومشكلة لا أساس لها سوى إقحام المؤسستين العسكرية والأمنية في معركة مع أبناء الشعب اليمني لحساب مصالحها الضيقة، والهروب من تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبناء الدولة اليمنية العادلة لتنزلق بالبلد إلى أتون الفوضى والصراعات كي يَنْفُذوا من خلالها إلى إضعاف المؤسسات الوطنية والسيطرة على مراكز النفوذ". وعبر المجلس في بيانه عن رغبته في العمل السياسي والمشاركة في الحوار الوطني، مؤكداً أن ذلك كان مع الإدراك ب"حجم التآمر" الذي يستهدف الحركة. وأشار البيان إلى التأكيد المتواصل للوفود الخارجية التي التقاها ممثلو جماعة "الحوثيين" والتي كانت تطلب منهم المشاركة في العمل السياسي، "أن مشاركتنا في العمل السياسي لن تحمينا من الاستهداف والمضايقة وافتعال الحروب، وهو فعلاً ما حصل، حيث كنا أكثر من دفع ضريبة بالغة في سبيل الحوار السياسي، وقدمنا قافلة من الشهداء من خيرة شبابنا وكوادرنا وعلمائنا على رأسهم الدكتور/ عبد الكريم جدبان، والدكتور/ أحمد شرف الدين، واستهدفت المسيرات الثورية، وسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى في أكثر من محافظة، ومضايقات تواجهنا في كل مؤسسة ووزارة تحت عناوين مذهبية وفرز مناطقي مقيت، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل زاد إلى افتعال الحروب الطائفية وإشعال الفتنة المذهبية في أكثر من محافظة، وهو ما يحصل حالياً من قبل ميليشيا حزب الإصلاح التكفيرية ومن يساندهم من عناصر ما يسمى بالقاعدة في بعض مناطق عمران وهمدان، وما حدث ليلة أمس يؤكد أن استهداف أنصار الله هو هدف مباشر لهم في أي موقع كانوا، وفي أي نشاط عملوا، سواءً كان في نشاط سياسي أو في عمل اجتماعي أو في تحرك شعبي، فهؤلاء لا يريدون أن يروا أحداً في الساحة غيرهم، أعمى بصائرهم الجشع والإقصاء، وفوق كل هذا وذاك يريدون أن ينفذوا مشاريعهم بجيش الوطن وبماله وخيراته ومقدراته، مما جعلهم ينفذون أخطر المشاريع التآمرية على الوطن في سبيل بقاء مصالحهم وإزاحة خصومهم، ولهذا يسعون بكل وسائلهم إلى أن يكون الجيش أداة بيدهم ليستخدم في تحقيق مآربهم، وأن تكون مقدرات الدولة مسخرة لنزعاتهم الإقصائية". وأبدى مكتب الحوثيين مخاوفه من "أن المشاركة في العمل السياسي لن تسهم في إيقاف العدوان والتآمر عليهم، مؤكداً أنه تم إبلاغ ذلك للمبعوث ألأممي جمال بن عمر، الذي قدم التطمينات اللازمة بأن مشاركتنا في النشاط السياسي والحوار الوطني لن يكون فيها أي استهداف، كذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أكد بتطمينات متنوعة أن أجواء المشاركة في العمل السياسي ستكون آمنة بدون ممارسة أي تحديات أو مضايقات أو ضغوط، ومع هذا لم يكن لهذه التطمينات والوعود أي أثر أو احترام من قبل عناصر حزب الإصلاح التكفيرية وقوى النفوذ، مما أدى إلى سقوط الشهداء ضمن النشاط السياسي ورفضت وزارة الداخلية الإقطاعية الإصلاحية منحنا أي تراخيص للدفاع عن أنفسنا سعياً منها إلى تقديمنا فرص سهلة للعناصر الإجرامية التي تمنحها تراخيص حمل السلاح لتتحرك في العاصمة بكل سهولة ويسر"- حسب البيان. وأضاف البيان: إننا ندرك أن جزءًا من الحكومة القائمة يمثل واجهة للتكفيريين والقاعدة وميليشيات حزب الإصلاح التكفيرية، مما جعلها تنخرط في تلك المؤامرة ضد الوطن والشعب لتشن الحروب الداخلية وتقدم الدعم العسكري وتستقدم العناصر التكفيرية حتى الأجنبية، وتتحرك لتنفيذ المخطط الإجرامي، وهو ما يجري في بعض مناطق عمران وهمدان وأرحب بدعم مباشر من قبل ميليشيات حزب الإصلاح التكفيرية بمختلف أجهزتها التنفيذية في الحكومة، وتسعى فوق كل هذا إلى توريط بقية أجهزة الدولة، وعلى رأسها مؤسستا الجيش والأمن، في هذه الحروب العبثية التي لا تخدم الوطن ولا تؤسس لمستقبل أفضل، وأن ادعاءاتهم الكاذبة وتخوفاتهم الزائفة على العاصمة صنعاء ليست إلا تضليلاً للرأي العام وذراً للرماد في العيون. وتابع: إننا نؤكد أن الدولة تتحمل كل المسئولية عن عدوانها الغاشم، مساء أمس، في محاولاتها اقتحام المجلس السياسي لأنصار الله في العاصمة صنعاء وما ترتب على ذلك، ولقد كشف هذا العدوان حقيقة ما يجري خارج العاصمة صنعاء من مواجهات مع التكفيريين وعناصر القاعدة، ونطالب بلجنة تحقيق مستقلة تكشف من وراء إخراج حملة مسلحة بمشاركة عناصر القاعدة في محاولة اقتحام المجلس السياسي، وندعو كافة القوى الوطنية في البلد إلى إدانة وتجريم هذه الحادثة الهمجية والإجرامية، وأن يكون لها موقف مشرف تجاهها باعتبارها تستهدف النشاط السياسي في البلد، وتنال من حريات الناس وحقوقهم الدستورية والقانونية، كما أن السكوت عن أعمال هذه العناصر الإجرامية قد يمثل تشجيعاً لها لتطال الجميع. وناشد بيان الحوثيين، أبناء القوات المسلحة والأمن عدم السماح "لأنفسهم أن يكونوا جنوداً يخوضون حروب "أشخاص وأحزاب"، لا ناقة للوطن فيها ولا جمل، يسوقهم إليها قادة هم فيهم، وليسوا منهم، قد استهواهم شيطان السلطة، واستولى على عقولهم خبثُ المؤامرات كانوا سبباً في توريط الجيش في حروب ست ظالمة ضد مواطني المحافظات الشمالية وفشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وكانت حروباً ضد الشعب، وخلافاً للقانون والدستور، وهو ما اعترفوا به لاحقاً حين اعتذروا عنها ووصفوها بأنفسهم بأنها حروب عبثية". ودعا بيان الحوثيين، الشعب اليمني للوقوف صفاً واحداً في مواجهة مؤامرات ميليشيات التكفير ورفض الممارسات الإجرامية واستخدام الجيش مظلة لمواجهة الشعب . وأكد البيان في ختامه على حق الجماعة في الدفاع عن أنفسهم إزاء ممارسة الاعتداءات التي تمارس ضدهم في كل مكان وموقع وبأي نشاط وتحرك وأن ما يدفعنا للمواجهة مع المعتدين هو موقفهم العدواني الغاشم بحقنا، وتجاهل سلطات الدولة وتغاضيها عما يحصل علينا من إهدار للدم وتجاوز للحقوق واستخفاف بالحرمات- حد البيان.