يغادر السكان المسيحيون مدينة الموصل عشية انتهاء مهلة حددها لهم تنظيم داعش، ورددتها الجمعة بعض مساجد المدينة عبر مكبرات الصوت، بحسب ما اعلن بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو. واوضح لوكالة الصحافة الفرنسية «لاول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الان من المسيحيين»، مضيفا ان «العائلات تنزح باتجاه دهوك واربيل» في اقليم كردستان، الذي يستقبل مئات الاف النازحين. وذكر ساكو ان بيان المتطرفين دعا المسيحيين في المدينة «صراحة الى اعتناق الاسلام، واما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، او الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم من دون اية امتعة، كما افتى ان منازلهم تعود ملكيتها منذ الان فصاعدا الى (الدولة الاسلامية)». وكان بيان صادر عن «ولاية نينوى» حمل توقيع «الدولة الاسلامية» انتشر على مواقع على الانترنت، وجاء فيه ان التنظيم اراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين «الاسلام» او «عهد الذمة»، مهددا بانه «ان ابوا ذلك فليس لهم الا السيف».
اشتراط المغادرة في توقيت محدد وبما ان هؤلاء رفضوا لقاء قادة التنظيم، فان المسمى «امير المؤمنين» ابو بكر البغدادي، «سمح» للمسيحيين بالمغادرة «بانفسهم فقط من حدود دولة الخلافة لموعد اخره السبت 21 رمضان الساعة الثانية عشرة ظهرا». وختم البيان «بعد هذا الموعد ليس بيننا وبينهم الا السيف».
سيارات مفخخة في العاصمة وحول الوضع الامني بصورة عامة، قتل 22 شخصا في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة ضربت مناطق متفرقة في بغداد امس السبت، بفارق زمني ضئيل، حسبما افادت مصادر امنية. وفي هجوم اخر، قال مصدر في وزارة الداخلية ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب 12 في انفجار سيارة مفخخة على مقربة من حاجز تفتيش للشرطة في ساحة عدن، شمال بغداد.
بعقوبة وفي مدينة بعقوبة، أعلنت مصادر امنية امس ان 13 شخصا قتلوا وأصيب 11 اخرون في حوادث عنف منفصلة. وقالت إن قذيفة هاون اطلقها «داعش» سقطت على احد المراكز الامنية التابعة لقوات البشمركة الكردية في ناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة، ما اسفر عن مقتل اثنين من عناصرها وإصابة ثلاثة بينهم ضابط برتبة نقيب. وأضافت أن الداعشيين اقدموا على تفجير الثلث الاخير من جسر الهارونية في اطراف المقدادية، ما اسفر عن تدميره بالكامل. واوضحت أنهم قتلوا مدنيين اثنين بأسلحة رشاشة اثناء تواجدهما داخل سيارتهما في حي الوحدة وسط جلولاء. وأشارت إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة ثمانية بعد سقوط أربع قذائف هاون على منازل المدنيين في قرية «الطبيج» في ناحية السعدية شمال شرق بعقوبة.