مع الاصطفاف الوطني؛ كضرورة وطنية، وهذا بالطبع لا يعني، البتة، أن يكون عبد ربه منصور هادي، فارس أحلامي.. ولا يعني أني أنام وأنا أستحضر ملامحه لأحتضنها وأنام.. لذا، فالخلط بين دعم الاصطفاف الوطني وتأييد عبد ربه خلط عفن ولا يمت للواقع بصلة.. أنا مع الاصطفاف الوطني، إن كان من أجل الوطن، إن كان ضد الفساد والفاسدين، ضد المتسلقين على أكتاف البسطاء العابثين بأحلامهم.. حسناً، الآن بعد أن وضَّحت لكم موقفي من الاصطفاف الوطني- ياسعم إن موقفي مهم- سأخبركم الآن عن ماهية مخاوفي: إن أكثر ما يخيفني هو أن يتحول الاصطفاف إلى مسار غير مساره الشرعي والحقيقي.. أن يتحول الاصطفاف كما تحولت ثورة الشباب من قبل وصارت ملاذاً للفاسدين للهروب من المساءلة وللاستفادة من السلطة التي سيحصل عليها المنخرطون في الثورة الشبابية.. عموماً ينسى، دائماً، هؤلاء أن التاريخ لا يدع مجالاً للهروب من بين سطوره، التاريخ متعقب مُنصف سيقول كل شيء..!! أخاف أن يحدث هذا مع الاصطفاف الوطني كفكرة الهدف الأساسي منها هو الوطن، أخاف أن يتخيله أحدهم "تبة" ويبسط أحدهم عليه ولا يترك لنا منه سوى الاسم والصيت السيئ وهموم جديدة لا طاقة لنا بحملها.. لا أعرف لماذا لم أستطع، حتى اللحظة، التخلص من عقدة الاحتشاد في الستين، ربما لأن التجربة السابقة علمتني أن هؤلاء لا يجتمعون من أجل وطن ولو حلفوا لنا بشرف أمهاتهم لما صدقناهم.. ندرك جيداً أن هؤلاء لا يصطفون من أجل وطن، بل من أجل مصالح، أو بسبب عداء مذهبي وحقد طائفي متوارث من مئات السنين لأسباب لم يكلفوا أنفسهم حتى أن يشرحوها لنا بمصداقية، على الأقل احتراماً لعقولنا وتعايشنا معهم كمخلوقات مُسالمة وغير مسعورة مثلهم..!! ليكن الاصطفاف الوطني وطنياً خالياً من الأحقاد المذهبية والطائفية، متحللاً من المصالح الشخصية، والأطماع المستكلبة التي يتقنها المتطفلون ببراعة.. حسناً، ليصطف الجميع من أجل سيادة القانون فوق الجميع، من أجل محاربة الفساد والفاسدين أينما حلوا ومهما كانت ألقابهم وانتماءاتهم ومذاهبهم، ليصطف الجميع من أجل محاسبة القاتل وسارق اللقمة من أفواه العصافير.. ليصطف الجميع من أجل يمن جديد تبابه لله وحده حيث واسمه وحده الباسط، ومافيش حسن نية في الأخيرة خاااااالص.. * المنتصف