مبعوثان، أممي وخليجي، سيداران جهود الفرصة الأخيرة للحل السياسي لأزمة تظاهرات الحوثيين، غير أن الأيادي لا تزال على الزناد، في وضع يقلل كثيراً من فرص الحل السياسي لهذه الأزمة التي أشاعت مخاوف لدى سكان العاصمة الذين فرضت عليهم الأحداث الأخيرة البقاء متحفزين بانتظار موت معلن. أكثر التسريبات أشارت إلى أن الاتفاق يقترح إصدار الرئيس هادي قراراً بتخفيض لسعر جالون البنزين والديزل بواقع 500 ريال ليكون سعر البنزين 20 لتراً (3000) ريال وجالون الديزل (2900) ريال. وهو الحل المثالي الذي يمكن أن يحقق معادلة الأثر السعري، بعدما فشل التخفيض السابق في تحقيق هذا الأثر وبقت الأسعار على حالها بعد اتخاذ الحكومة قراراً بتخفيض 500 ريال للجالون في الفترة الماضية. يقترح الاتفاق، كذلك، تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات تحقق مبدأ الشراكة، ومباشرة الحوثيين إجراءات لرفع مخيمات المعتصمين بداخل العاصمة ومحيطها، وإنهاء كل مظاهر التوتر من جانب الجيش والحوثيين. كما تتضمن المقترحات آليات لصياغة خطة مزمنة لتنفيذ مقررات الحوار الوطني وإعادة النظر في تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مقررات الحوار الوطني، واللجنة العليا للانتخابات، وقرارات على صلة بإعادة هيكلة الأداء الإعلامي الرسمي الذي سجل أسوأ أداء في الأزمة الراهنة. لم يعرف حتى الآن ما إن كانت هذه التفاهمات جاءت في إطار الجهود التي يجريها المبعوث الرئاسي اللواء عبد القادر على هلال، أم جهود وساطة أخرى، كما لم يعرف إلى أين وصلت هذه المشاورات، سوى ما أذاعه الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله محمد عبد السلام بأن التواصلات (المشاورات) مستمرة. لكن وصول المبعوثين الأممي والخليجي إلى صنعاء، رجح وجود نيات حقيقية في خيار الحل السياسي الذي سيكون هذه المرة مسنوداً بدعم أممي وخليجي، تبدو الآمال معلقة عليه في تجاوز تعقيدات تكبح عجلة الحل السياسي، على صلة بالتداعيات الحاصلة في عمران والجوف، بعدما صيرها الأمن الدولي جزءاً من معادلة الحل. سنتفاءل ونقول إن شعاع أمل بدأ يلوح في أفق هذه الأزمة التي أشبعت اليمنيين ذعراً وفتحت أمامهم باباً واسعاً للهجرة، لكن المؤكد، أيضاً، أن انحساره سيعني الكثير. دمتم بخير