بعد يومين من المشاورات المكثفة بين هيئات الدولة وقواها السياسية والمدنية، أقر اللقاء الوطني الموسع اليمني الذي دعا إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي بالإجماع المبادرة الوطنية للحل السياسي لأزمة التظاهرات التي يقودها الحوثيون للمطالبة بإعادة النظر في أسعار المحروقات وتشكيل حكومة جديدة، فيما أعلن الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبد السلام عدم موافقة جماعة الحوثيين على المبادرة، فيما أكد مستشار الرئيس اليمني لوكالة "فرانس برس" ان هادي سيمضي قدما في هذه الخطوات بغض النظر عن موقفهم . وقرر هادي تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة وتخفيض أسعار الوقود، على أن يتم تكليف رئيس للحكومة الجديدة في غضون أسبوع . كما شدد على ضرورة التأكيد والالتزام من جميع المكونات والفعاليات السياسية بنبذ ورفض العنف والتطرف والأعمال المخلة بأمن واستقرار البلاد، بدءاً بإزالة أسباب التوتر المتمثلة في التجمعات المحيطة بالعاصمة وداخلها، من خلال إزالة المخيمات، وفض الاعتصامات، واستكمال بسط سيطرة الدولة على محافظة عمران، ووقف المواجهات المسلحة في محافظة الجوف، وبسط سيطرة الدولة على أراضيها كافة . وتنص المبادرة على "تشكيل حكومة وحدة وطنية بما يضمن تحقيق الكفاءة والنزاهة" . وبحسب المبادرة، فإن للرئيس وحده حق اختيار وزراء الوزارات السيادية، وهي الدفاع والداخلية والخارجية والمالية . كما تدعو المبادرة إلى مشاركة الحوثيين في حكومة الوحدة الوطنية، إضافة إلى "الحراك الجنوبي السلمي" المطالب بأغلبيته بالانفصال عن الشمال . وبحسب المبادرة، سيقوم الرئيس ب"إعادة النظر" في الزيادة السعرية التي فرضت على المحروقات اعتبارا من نهاية يوليو/تموز، على أن يحسم مبلغ 500 ريال من سعر صفيحة البنزين والديزل (20 ليتراً) يؤدي إلى تخفيض سعر كل من مادتي الديزل والبترول 500 ريال"، بحيث يصبح سعر مادة الديزل (3400 ريال) وسعر مادة البنزين (3500 ريال) . وبذلك يكون الرئيس هادي وافق على حسم أكثر من ربع الزيادة السعرية التي تم تطبيقها على المحروقات (ربع الزيادة على الديزل وثلث الزيادة على البنزين) . وقال المستشار الإعلامي للرئيس اليمني فارس السقاف لوكالة "فرانس برس": "إن الرئيس وافق على أن يمضي قدماً في هذه المبادرة، وسيشكل حكومة وحدة وطنية جديدة" . وأضاف: "نأمل أن ينضم الحوثيون إلى هذه العملية، ولكن في كل الأحوال، فإن الرئيس ماض في تطبيق هذه النقاط التي تحظى بالتفاف يمني واسع" . وجاء الإعلان، عن المبادرة بعد جولة مشاورات أخيرة أجراها اللواء عبدالقادر علي هلال محافظ أمانة العاصمة، مبعوثاً من الرئيس هادي، مع زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي لم تعرف نتائجها، لكن الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام قال في تصريح نشره في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد ساعتين من الإعلان عن المبادرة إنه "لم يصدر منا أي موافقة بخصوص ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن المبادرة، ونؤكد أن ما صدر من اللجنة موقف يمثلها ولسنا موافقين عليه" . وأكد عبدالسلام أن موقف جماعته "لا يزال إلى جانب الشعب اليمني الذي خرج في ثورته الشعبية المباركة ليطالب بحقوق مشروعة وعادلة"، واعتبر صدور مثل هذه المبادرة محاولة "لتمييع المطالب الشعبية، وتستهدف الالتفاف على مطالب الشعب اليمني" . وفي الأثناء، أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح تأييده للمبادرة التي تقدمت بها اللجنة الوطنية الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع جماعة أنصار الله الحوثي . وفي بيان نشره موقعه الرسمي على الإنترنت، عصر أمس الثلاثاء، أوضح الحزب أن "هذه المبادرة قد وضعت الأمور في نصابها"، معبراً عن أمله أن تؤدي إلى إنهاء الأزمة الحالية . وأعرب عن "وقوفه مع الرئيس عبد ربه منصور هادي لإنجاز جميع المهام المحددة في المبادرة" . من جهته، طالب المجلس الأعلى للاتحاد الوطني لقبائل بكيل الرئيس بسرعة اتخاذ قرارات تخدم الوضع الراهن لتجنيب اليمن الانزلاق إلى الهاوية وحفاظاً على أمنه واستقراره . هادي يجتمع بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية أطلع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، سفراء الدول العشر الراعية والضامنة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على مستجدات الأوضاع الراهنة والخطوات المتخذة تجاه معطيات وحلحلة الأزمة في اليمن . وأشار هادي إلى أن الجميع يتطلع إلى المبادرة مخرجاً سليماً للأزمة، وتنتظر استجابة واسعة من الجميع من دون استثناء لتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الضيقة للجماعة أو الحزب والفئة . وأكد أن اليمن اليوم أمام اختبار خطر فإما العبور إلى آفاق الوئام والسلام أو ما لا يحمد عقباه وهو ما سيعرضه إلى حرب ودمار . من جانبهم، عبر السفراء عن تأييدهم المطلق للخطوات والمبادرات التي يتبناها هادي من أجل تجنب الاحتكاك والانفجار، مؤكدين تطلعهم إلى استجابة الحوثيين لمبادرات الإجماع الوطني الواسع من أجل سلامة وأمن واستقرار اليمن، وأن دولهم تتابع باهتمام بالغ مجريات الأمور في اليمن . (وام)