قال: كنَّا نعاني من: "الفقر والجهل والمرض"، والآن أُضيف "الفساد والتسلُّط والاستغلال" دولة رئيس الوزراء الأسبق، مستشار رئيس الجمهورية الدكتور حسن مكي ل"المنتصف": اليوم حتى الصومال يمكن أن تورد السلاح لليمن.. أحمد علي ليس متمرداً؛ كونه وقف مع الدولة ومع الرئيس هادي.. علي محسن, قائد عسكري، حلف يمين الولاء فحنث بها.. الثورة لا تفاوض ولا تساوم.. والذي حصل هو حركة احتجاج شعبي الشباب كان ثائراً لكنَّهم قُمعوا من كل الجهات، وأصبحوا قوة "حماسية" فقط لا "سياسية"! لدى "الإصلاح" قوة عسكرية مسلَّحة في حجة وصعدة وعمران.. الإصلاح كالحوثي، يرفعون شعار الحوار بيد ويرفعون السلاح باليد الأخرى!! قال إن اليمن مسئولية الجميع اليوم، مثلما أنهم قد وقعوا جميعاً، سلطة ومعارضة، في الأخطاء السابقة، محمِّلاً الكل مسئولية اليمن مستقبلاً؛ لأنهم المعنيون به قبل غيرهم، وأن يستوعبوا المتغيرات الجديدة التي انتفض من أجلها الشباب، مبيِّنا أن ما حدث هو حركة احتجاج شعبية لمطالب عادلة، لا انتفاضة كما يرى البعض؛ لأن الثورة عاصفة تجتاح كل ما أمامها لا تفاوض ولا تساوم كما جرى.. كان لنا هذا اللقاء مع دولة رئيس الوزراء الأسبق، مستشار رئيس الجمهورية، الدكتور حسن محمد مكي.. فإلى الحصيلة: حاوره/ ثابت الأحمدي دكتور، نبدأ من جديد رؤيتكم لما يُعتمل على الساحة السياسية؟ في الحقيقة القراءة صعبة، والمادة عسرة، والمسئول ليس أعلم من السائل. الوضع في اليمن مثل جبال اليمن: مرتفعات ومنخفضات ووديان وجبال، وسهول شرقية وسهول غربية، والمناخ يظهر الحقيقة ما بين مشمس وغائم، وكلما أشمست غيّمت.. نقول الله يلطف بهذا الشعب الطيب الصادق الحالم الذي يتمنى أن يخرج من الضائقة. الوضع الآن يصعب تحديد هويته؛ لأنه بلا هوية، ودون رؤية واضحة، والمخرج هو الحوار.. نحن الآن على مشارف الحوار الوطني الذي سيبدأ بعد أيام.. البعض يرصد ملامح تعثُّر في مسيرته.. ماذا ترى؟ التعثُّر شيء طبيعي بالنسبة للبدء، لكن الحوار هو المخرج الوحيد الذي يملكه اليمنيون، وليس لديهم وسيلة أخرى عملية لكي يخرجوا ممّا هم فيه الآن من التوهان والضياع.. ماذا عمَّن يرفض الدخول في الحوار أو يقاطعه أو يعمل على عرقلته؟ أنا أعتبر هذه الإعلانات بداية الحوار في حد ذاتها.. كيف؟! أنت تعلن عن شيء معناه أنك تقرّه، وأنه موجود، وأنه الطريق الوحيد، لكن أناور من أجل فرض ما أريد قبل الدخول في الحوار، هذا نوع من الحوار في حد ذاته. هو حوار، أو قل مكايدات من أجل الحوار.. وهناك من يقيِّم الصَّح من الخطأ، شخصياً أؤيد الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي هو هادي فعلاً ويعي ما يفعل ويعرف مدى قوته ومدى ضعفه، والجانب المساند لنا في حال وصل ضعفنا إلى القاع لن يصبح مسانداً بقدر ما سيصبح مؤثراً ومشاركاً، ولن أقول مسيطراً.. البعض يقول إن أجندة الحوار وعناوينه غير واضحة من اليوم وبالتالي يستاء البعض من ذلك، مدّعياً أن عناوين الحوار ومحاوره الرئيسة مطروحة أو مفروضة من قِبل الخارج؟ لا أستطيع أن أقول هذا، الذين وقَّعوا على المبادرة وعلى الحوار لم يقولوا بهذا، أما الأحزاب الجديدة والتي لم توقِّع، فمن حقها أن تحاور وتناور حتى تدخل؛ لأن الذين وقَّعوا كم استمروا حتى وقَّعوا؟ ستة أشهر أو أكثر، تعاركوا وتقاتلوا، وفجَّر بعضهم بعضاً، لكن في النهاية وقَّعوا. وهؤلاء الذين هم خارج التوقيع من حقهم أن يحاوروا قبل وبعد.. أيضاً البعض غير مرتاح لحضور المجتمع الدولي بهذه الطريقة التي يعتبرها انتهاكاً للسيادة اليمنية، ويقولون اليمن تحت الوصاية الدولية؟ يا ليتنا كنا تحت الوصاية الدولية. لو كنا كذلك لكان من هو مسئول عن لقمة العيش لليمنيين أن يحفظ الأمن للناس، لكن لا نحن تحت الوصاية ولا فوقها، لم نصل بعد إلى أن يتولى الآخرون شئون أمرنا. نحن نتيجة ضعفنا وهواننا على أنفسنا ومد أيدينا بطريقة غير شريفة إلى من هم أصغر منَّا وأحقر هذا ما جعلنا سبّة في العالم.. لكن الواقع أن المجتمع الإقليمي والدولي حاضر بقوة في المشهد اليمني؟ هو حاضر وغير حاضر، مثل مؤتمرات المساعدة موجودة وغير موجودة! كم لهم يجتمعون؟ من قبل الأزمة لمساعدة اليمن، وإلى اليوم، لم يساعدوا اليمن بشيء. ألا ترى أن ثمة مخاطر سيادية على اليمن مستقبلاً؟ والله أنا أؤمن أن اليمنيين مسئولون عن شئونهم وليس في اليمن ما يغري الآخرين أن يتحمَّلوا مسئوليتهم أو يتدخلوا في شئونهم؛ لأنهم يعرفون أنهم لن يكسبوا شيئاً. اليمنيون هم الوحيدون المسئولون عن أنفسهم وعن مستقبل الحوار وعن ماضيهم وحاضرهم. ووحدهم من يقرِّر ما يريد. تقول لي المجتمع الدولي حاضر بقوة.. أين هو؟ في الاجتماعات فقط، على الصعيد الإعلامي. نعم الأمر كذلك.. من يدير شئون اليمن الآن؟ لا أحد غير الله يسيِّر الأمور. فشلوا كلهم: الذين في المعارضة فاشلون والذين في السلطة فاشلون. والكل غير متفق، ولا رأس لهم ولا ذنب. ليس هناك ثورة دكتور بِمَ تعلِّل حضور المجتمع الإقليمي والدولي في الشأن اليمني منذ اندلاع الثورة وإلى اليوم في الوقت الذي تركت دول وشعوب تتآكل "سوريا أنموذجاً".. ما سر هذا الاهتمام باليمن دون سواها؟ أولاً أنا أعترض على كلمة "ثورة" هنا، وقد قلت لك من سابق عدة مرات إنه ليس هناك ثورة، كان الشباب ثائراً فعلاً لمطالب شبابية كالتوظيف والعمل، وهذا حق مشروع لهم، وأنا معهم، لكنهم قُمعوا من كل الجهات، وقُتلوا وشُرِّدوا وهُمّشوا وأصبحوا قوة حماسية فقط لا قوة سياسية، وهناك أفراد من الشباب لا يزالون صامدين وحالمين، وأنا أؤيد هؤلاء في أفكارهم، لكن لا تقل لي ثورة، الثورة لا تراشي أحداً، عندما تأتي تأتي كالإعصار وتفرض أهدافها وتفرض وجودها وتبني دولتها، فأين هذا؟ ماذا نُسمّي تلك الجموع الهادرة التي خرجت إلى الشارع وإلى الساحات تطالب بإسقاط النظام؟ تعبير عن حقوق وعن مطالب.. حسناً.. خرجت تعبِّر عن مطالبها بصيغة ثورية.. ألا يبدو المشهد كذلك؟ خرجوا معبِّرين بصيغة تظاهرية، وبالأخير تساومية!! أفضت إلى مطالب، هذه المطالب قد يعطيك الآخرون أو لا يعطونك، وهذه ليست ثورة. أنت صحفي ومثقف وتعرف معنى كلمة ثار يثور، فهو ثائر، وتعرف أيضاً نتيجة هذا الفعل ومخرجاته، وهذا ليس له وجود على أرض الواقع، وما حصلنا عليه هو عمل توافقي، على أساس "صلح" بوساطة إقليمية ودولية، لها موادها وبنودها وآليتها، والآن نريد لها لجنة لتفسير ما اتفقنا عليه! وتريد اليوم أن تسمّيها ثورة، قل نتفاوض.. نساوم.. نسامر.. نتعارك.. نكايد.. هذا الذي هو حاصل وهو ما ليس ثورة. الشباب ضاعوا.. المهمَّشون أين هم.. الطلاب أين اختفوا؟ وهذه فئات لها حقوق ضائعة تطالب بها. يطالبون بحقوق لهم ضاعت في الدستور الحالي.. لكني مستبشر خيراً بكلمة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي، حين قال: نحن بصدد بناء مجتمع لا ظالم فيه ولا مظلوم. ونحن نسعى لتوفير هذا، وكلٌ من وجهة نظره عن طريق الحوار الوطني الذي يُعتبر المخرج الوحيد لإنقاذ اليمن من مأزقه وورطته الحالية. هل أنت متفائل بالمستقبل؟ متفائل بذلك، وأثق أن لليمن مستقبلاً زاهراً، اليمن بلد أصيل وذو موروث حضاري، وقد مرَّ بمراحل عدة من الانقلابات والثورات والمظاهرات والصراعات الدموية، واليمن مثل جبالها وتضاريسها، متنوِّع مثل ملابسنا، لا يمكن أن تجد ثلاثة إخوة في بيت واحد يلبسون لباساً متساوياً، إلاّ ما ندر وهم أشقاء، ما بالك بشعب متنوِّع ثقافياً وجغرافياً وعرقياً.. هذا الشعب لا يمكن أن ينتهي مهما حصل، سيتحمَّل وسيخرج بشيء أفضل من الماضي. لقد مرَّت ثورتا سبتمبر وأكتوبر بمآزق وأزمات كادت أن تنهيها لكنهما صمدتا، وخرج الشعب منتصراً، ولا أقول فئة ما، بل الشعب كله خرج منتصراً بعد كل المعاناة وكل الدماء التي سالت والتضحيات، وأنا واثق أن الشعب اليمني سيصل يوماً إلى الأفضل، سلطة أفضل، ومعارضة أفضل، وأحزاباً أفضل، ومجتمعاً أفضل. ولكن يبقى السؤال قائماً: كيف نبني اليمن الجديد بإنسانه.. بمجتمعه، بسلطته ومعارضته؟ أن نواصل النضال ليس عن طريق السلاح والقتل.. إنما بالحوار والكلمة. ماذا عن نمط الحكم السياسي القادم الذي تراه؟ ما يقرِّه الشعب اليمني في الحوار هو الذي ينبغي أن يتم تطبيقه. فيدرالية أو كونفيدرالية أو غير ذلك، ما توافق عليه الناس يجب أن يطبَّق. ماذا عن الأصوات الجنوبية التي تنادي بالانفصال اليوم؟ من حقهم. هناك أصوات أسمعها من الشماليين تريد الانفصال، ولكن هذا تعبير عن موقف حالي، موقف لحظة، من وضع راهن، لكن عندما تدخل هذه الأصوات الحوار ستتجمع مع الأصوات الأخرى.. المتذمِّرون في هذه البلاد كثيرون: في تهامة متذمِّرون، في الجبال متذمّرون، في الوديان متذمّرون، في المناطق الصحراوية والشرقية متذمّرون، حتى في المناطق التي فيها منابع النفط والثروة أيضاً متذمِّرون! لماذا هذا التذمُّر، وأنت السياسي الماهر والخبير المجرّب؟ اليمن كله متذمِّر!! اليمن كله متذمِّر من الفترة السابقة، ومن الفترة اللاحقة أيضاً. ولو وجد من الفترة اللاحقة التي نمر بها بصيص ضوء من أمل لكان اطمأن إليها، لكنه لم يجد. الوضع اليوم يعاني من احتقانات عقود مضت وسنظل نعاني آثارها لفترة..؟ اليمن منذ الاحتلال العثماني وما قبله شعب مسكين، عانى الكثير ودفع الكثير، وقاوم الكثير وهدّد بالاحتلال من الطليان ومن الفرنساويين، ومن الإنجليز ومن العثمانيين، ومن بعضه بعضاً.. المسألة ليست مسألة سنوات أو عقود فقط، نحن شعب عانى كثيراً وكدنا أن نضمحل لولا ثورة سبتمبر وأكتوبر، لكان الشعب اليمني انتهى. طبعاً نحن اليوم 25 مليوناً حاجاتنا كثُرت ومواردنا شحَّت. المطر الذي كان ينزل من السماء سابقاً كان يكفي لخمسة ملايين يمني يعيشون الكفاف، هذه الأمطار لم تعد تكفي اليوم ل25 مليوناً!! ألا ترى أن أزمتنا أزمة إدارة أكثر منها أزمة موارد؟ أزمة إنسان بالدرجة الأولى.. الإنسان اليمني بلا تعليم. كنا سابقاً نقول إننا نعاني من الثالوث المخيف: الفقر والجهل والمرض، اليوم صار لدينا إلى جانب ذلك الفساد والتسلُّط والاستغلال. اليوم النافذون متعدّدون وكُثر، ليسوا فقط مشايخ وليسوا كبار الضباط وليسوا التجار فقط.. أحدثك وأنا أنظر إلى المناطق البعيدة عن العاصمة، وإذا كان هذا هو حال الإنسان في العاصمة فكيف حال المواطن العادي الفقير الذي بلا عمل في الريف؟! لا يجد شربة الماء النقية، لا يجد الماء الذي يغتسل به. أهم وسيلة للتغيير الذي ننشده: التعليم الجيد، والإدارة الجيدة، ومحاربة الأمراض الاجتماعية الموروثة. أيضاً الحفاظ على حدودنا وعلى موانئنا، اليوم بدلاً من أن يورِّد لنا البعض ما نأكله يورِّدون لنا ما نقتل به بعضناً بعضاً. لو سألتك عن دلالات انعقاد مجلس الأمن في اليمن الشهر قبل الماضي؟ هناك بلدان مشاكلها أكبر من اليمن وتستوجب عقد مجلس الأمن فيها من أجلها، لكن اليمن واقعها ومكانتها الجيوسياسي يهم غيرنا كما يهمنا، طبعاً يهمهم باب المندب.. يهمهم البحر العربي.. البحر الأحمر، الآخرون مصالحهم مرتبطة بمصالحنا وببحارنا هذه.. هذا الاهتمام لا لسواد عيوننا ولا لجمال وجوهنا، إنما لمصالحهم هم، المصالح المشتركة هي التي فرضت ذلك. هذا هو الدافع الرئيسي. فقد كانت زيارتهم استطلاعاً لآخر الأحداث ولماذا نحن متأخرون في الحوار، ودعماً للرئيس عبدربه منصور هادي، وكل الهدف الحوار، وهم يريدون أن يؤكدوا على أن القضية يمنية بالدرجة الأولى وإلاّ فبوسعهم هم أن يأمروا أو يوجِّهوا وهم في نيويورك أو واشنطن، لكنهم كأنهم يقولون: القضية قضيتكم يا يمنيين. البعض يقول إن هذه الزيارة دعم مباشر للرئيس هادي ضد معرقلي التسوية السياسية والمبادرة الخليجية؟ لا أعتقد.. فإذا كان بعضنا بعضاً يرى أن هذا هو المعارض، فهم لا يرون ما نراه نحن، ولذا جاءوا يستطلعون: هل هناك معارضون فعلاً؟ أنت لو ربطت بين زيارة مجلس الأمن إلى هنا، وزيارة بن عمر إلى قطر ستجد أو ستعرف من هو المعرقل الحقيقي. أفهم الآن من كلامك أن ثمة أطرافاً إقليمية معرقلة للحوار، عبر أشخاص في الداخل؟ هذا ما نقرؤه جميعاً أنا وأنت في الصحافة، وهذا ما يقرّره الواقع. قضايا التهريب التي أفجعتنا بأخبارها المزعجة من الأطراف الإقليمية.. كيف تقرؤها؟ ولا في شيء.. الذين شعروا أنهم خُذلوا أو أن الحوار سوف يقصيهم، وهم متنفذون وطامعون وناهبون رأوا أن يشتروا الأسلحة ليستعدوا لإخضاع هذا الشعب. من خارج المؤتمر والمشترك، تقصد؟ لا.. ليسوا من خارج المؤتمر ولا من خارج المشترك، هم من قلب المشترك، وعلى رأس المشترك.. وأصدقاؤهم معروفون. والبلاد التي يأتي منها هذا السلاح معروفة، ولا أقول المشترك فقط، بل وآخرون أيضاً يتسلحون، بمن فيهم أجزاء من الحراك، وأجزاء من الحوثيين.. والمؤتمر..؟ المؤتمر لم يعد له قضية من أجل أن يتسلح، رأسه قد انسحب وسلَّم، وأصبح معارضاً مدنياً وليس له من مخرج إلاّ بالحوار. هذه القاعدة تنطبق على المشترك أيضاً؟ لا.. المشترك يقاتل من أجل قضية مستقبلية.. تمرُّد علي محسن من أجل ماذا؟ هل حباً في عيوننا وعيونكم يا شباب؟ هل كرهاً لإخوانه في المؤتمر؟ لا أعتقد. بداية هل تعتبر علي محسن متمرداً؟ أنا أعتبره ألف متمرد وليس متمرداً فحسب. لأنه أعلن خروجه بنفسه من أجل أن يحمي الثورة، وطبعاً هو قائد عسكري حلف يمين الولاء فحنث بها. هل نعتبر مناصرته للثورة تمرداً؟ ماذا تعتبره أنت؟ أنا أعتبره نصرة للشعب وللشباب وللثورة وموقفاً تاريخياً له. أي جيش في العام، إما أن يعمل انقلاباً وينجح فيه ويستولي على السلطة، وإما أن يُعتبر متمرداً وليس هناك حل وسط في الجيش، هذا ليس رأيي أنا، القواعد العسكرية تقول ذلك. علي محسن ساند الشباب ودعمهم..؟ هذا رأيك، وأنا أحترمه، لكن لا تجادلني في رأيي، وأنا تكلَّمت عن النظرية العسكرية قبل قليل، وعندنا مالي النموذج الأخير، للانقلاب الناجح، أو النموذج الإريتري الأخير! بالمقابل.. هل تعتبر أحمد علي عبدالله صالح أيضاً متمرداً؟ أحمد علي، وقف مع الدولة، ووقف مع عبدربه منصور هادي، كان ينفذ أوامر الدولة القائمة سابقاً. واليوم هو متمرد على الدولة الجديدة كما يقول البعض؟ من قال هذا؟ المعارضة؟ هذا رأيكم وأنا لا أؤمن به. هذه محاكمة، أنا أعتبره جندياً في الجيش اليمني، واليمن هي التي دفعت ثمن تعليمهم وتدريبهم.. مطالب حقَّة.. ألا ترى أن ثمة التفافاً من قِبل القوى التقليدية، سواءً في السلطة سابقاً أو في المعارضة، تسعى اليوم إلى خلق نفسها من جديد؟ مطالب الشباب نوعية.. مطالب العمّال حقَّة.. مطالب النساء حقَّة.. مطالب الأطفال حقَّة.. كل مطالب الشعب اليمني حقَّة، أبناء الشعب اليمني في مارب أو ريمة أو حضرموت أو تهامة أو إب أو تعز، كلها مطالب شعبية حقة وأنا أؤيدها، وهي مطالب نوعية محدَّدة، أنا أنظر إلى الجيش اليمني أنه جيش منضبط حتى ولو تمرَّدت قياداته، فهو منضبط بالسلوك العسكري، ولا ينبغي أن ندخل إلى المواضيع الأخرى من مليشيات وغيرها، والأحزاب التي لديها مليشيات.. هذه مواضيع أخرى.. نعود إلى الأسلحة المهرَّبة..؟ فتحت فاها للجميع! أنا أقرأ هذا في الصحافة، والحقيقة تكمن في المثل القديم "من فتح فمه دخله الذباب"، اليمن فتحت فاها للجميع اليوم حتى الصومال يمكن تورد لك السلاح!! لا تستغرب، لأنك فاتح فمك وفاتح حدودك. السفينة الأخيرة كانت إيرانية ومفجعة في نوعية أسلحتها؟ أرى أن أمريكا تدعم كل الناس ممن يمشون في طريقها، وإيران تدعم كل الناس الذين يمشون في طريقها، وقطر تدعم كل الناس الذين يمشون في طريقها. وكل يدعم بطريقته، اليمنيون اليوم على مشارف السلاح وهم يشترون الأسلحة لماذا؟ كيف تنظر إلى الحوثيين اليوم وقد أصبحوا بهذا الحجم الكبير، هل لا يزالون نبتة شيطانية كما وصفتهم سابقاً في حوار لي معك؟ الحوثيون قلت عنهم سابقاً كانوا نبتة شيطانية، ولكنهم اليوم أصبحوا قوة وطنية يمنية موجودة على الأرض اليمنية من عدن إلى صعدة.. كيف بالأمس نبتة شيطانية واليوم قوة وطنية؟ هم مواطنون يمنيون بالنهاية ونحن نعترف بهم، وهم اليوم قوة عسكرية وسياسية ولهم مليشيات مسلحة، كما للإصلاح مليشيات مسلحة، مثلهم مثل الإصلاح ولو أن محمد قحطان قال لا يريد أن يجعل من الإصلاح نداً للحوثيين، وهو مخطئ في هذا، لأن الحوثيين موجودون، وفي الثورة أيضاً، وكانوا موجودين في الجناح الملكي لثورة سبتمبر، الآن ليسوا ملكيين ولهم دعوى أخرى ويبحثون عمَّن يساندهم في الداخل والخارج، وهم قابلون بالحوار وداخلون فيه. لكن يا دكتور هم يرفعون شعار الحوار بيد ويرفعون السلاح باليد الأخرى؟ مثل الإصلاح.. لم نسمع عن الإصلاح أنه اعتدى على أحد أو له مليشيا تجتاح الأسواق والقرى؟ عندهم قوة عسكرية مسلحة، موجودة في حجة وصعدة وعمران.. الإصلاحيون مسلحون هنا كغيرهم من أبناء الشعب اليمني كمواطنين عاديين. وهؤلاء موجودون كمواطنين عاديين.. والجميع يحملون السلاح. سؤال أخير أختم به.. تقييمك لأداء حكومة الوفاق الوطني؟ "صمت هنيهة" مضيفاً: الله يعينهم...!! * صحيفة المنتصف