انطلق المرشح القوي للانتخابات الرئاسية في تونس الباجي قائد السبسي، والفائز الكبير في انتخابات البرلمان في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، وقال إنه تقدم للانتخابات ليكون "مرشح تونس للقرن ال21" ووريث زعيمها التاريخي الحبيب بورقيبة، وذلك تمهيداً لبداية الحملة الانتخابية الرئاسية الأحد. وبسؤاله عن سبب ترشحه، يقول السبسي:"لأني أعتقد جازماً أنه ترشح مفيد، أنا صاحب مشروع يهدف لإيصال تونس إلى القرن الحادي والعشرين"، وفق تعبير السياسي التونسي المعارض بشدة لحزب النهضة الإسلامي، الذي استمر في السلطة بين 2012 وبداية 2014. ورغم فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية، في 26 أكتوبر (تشرين الأول) يقر السبسي بأنه سيكابد كثيراً قبل الوصول إلى تشكيل حكومته بعد الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر (تشرين الثاني). ويضيف السبسي "منحنا الناخبون الفوز، لكنهم لم يمكنونا من الأغلبية المطلقة، وأعادوا انتخاب بعضاً من النهضة بنسبة هامة أحياناً". وبسؤاله عن النهضة بمناسبة الانتخابات الأخيرة يقول السبسي:"هل غيروا خطابهم؟ هل يعطون الانطباع بتغيير الخطاب، الممارسة وحدها ستكشف لنا ذلك". ولايبدو على السبسي انزعاجه من سنه المتقدم رغم اعتراض بعض المناوئين فيقول:"عموماً يقال، العمر الحقيقي هو عمر الشرايين وليس العمر بالسنوات، ولكني شخصياً أعتقد أن الشباب ليس حالة مدنية فقط، بل الشباب حالة عقلية". وعن علاقته بالزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة يقول المرشح للرئاسة "كنت أحد أقرب المساعدين للرئيس بورقيبة على امتداد 35 عاماً تقريباً، وعليه أتحمل مسؤولية الإنجازات التي قام بها لفائدة تونس ولكن أيضاً مسؤولية بعض الأخطاء المرتكبة" ويضيف "آمل أن أتمتع بما يكفي من الحكمة والبصيرة، لتجاوز السلبيات في الفترة البورقيبية والبناء على الإيجابيات". وبسؤاله عن أنصار الرئيس السابق زين العابدين بن علي ودوره في حزبه ما جلب له انتقادات الإسلاميين والمعارضين السابقين، يؤكد الباجي قائد السبسي "أعضاء التجمع الدستوري السابقين الذين التحقوا بنداء تونس، مواطنون مكتملي الحقوق، ويحق لهم المشاركة في الحياة السياسية وفي صناعة غد بلادهم، وإقصائهم يعني ببساطة حرمانهم من جنسيتهم الوطنية مثلاً، وهو أمر مرفوض تماماً إلا إذا كان صادراً عن القضاء، وهو ما لم يحدث". وبسؤاله عن "العدالة الانتقالية" لتحديد المسؤوليات عن التجاوزات الاستبدادية في عهد بن علي وحتى بورقيبة، قال السبسي: "أنا ضد تصفية الحسابات والثأثر مع الماضي، أنا مع الحقائق وتحديد المسؤوليات، لكن ليس الإنتقام الأعمي، وفي كل الحالات، فإن تونس تحتاج جهود وطاقة كل أبنائها بلا استثناء في السنتين القادمتين". وأنهى السبسي "أنا نفسي مستعد للمثول أمام القضاء، والردّ على الاتهامات التي وجهت لي زمن مسؤولياتي أيام الرئيس بورقيبة، أنا مواطن مثل سائر مواطني، ولكن ضميري مرتاح ومتأكد من أنه إذا طُلب تبرير أِشياء تعود إلى تلك الفترة، فسأكون سعيداً بشرح الظروف والملابسات والأسباب".