لو كان الرجل الذي سار خلف الدكتور محمّد المتوكل توقف قليلاً وتحدّث معه لما كان أطلق الرصاصات الأربع التي استقرت في جسد الشهيد. لو كان حكى معه قليلاً لاكتشف أن هذا الرجل الشائب لايستحق القتل. لايستحق أربع رصاصات استقرت في أماكن متفرقة من جسده اثنتان منها في الظهر وواحدة في الرقبة. كما أنه لم يكن بحاجة لكل هذه الرصاصات كي تنهي حياته. من أصدروا أوامرهم للقاتل لم يخبروه أن أربع رصاصات كثيرة. واحدة كانت تكفي. ذلك الجسد النحيل كان سيكتفي برصاصة واحدة. لكنّ روحه لا تكفيها كل رصاصات الدنيا. مثل هذه الأرواح النبيلة ترفض أن تموت. مخلوقة كي تقاوم الموت والفناء وباقية فينا .