تزايد عدد المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى العراقوسوريا، ومعظمهم للقتال إلى جانب "داعش"، إلى 20 ألف مقاتل، وهو ما يزيد بنحو "الخمس"، 5 آلاف مقاتل عن التقديرات السابقة التي صدرت في أكتوبر، وفقًا للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي (ICSR). انظر جيداً إلى الخريطة التالية، تبين لك من أي الدول جاء هؤلاء المقاتلين بالتفصيل: حيث إن السهم "الأحمر"، المبين في الخريطة، يشير إلى إجمالي عدد المقاتلين، أما السهم "الأسود"، يشير إلى العدد الإضافي من المقاتلين الذين انضموا للقتال في سوريا بعد صدور تقرير أكتوبر 2014: فيما يلي عدد المقاتلين الذين تدفقوا إلى سورياوالعراق من الدول الأجنبية: وتعد هذه الأرقام الجديدة مثيرة للقلق، حيث إنها تشير إلى أن الصراع السوري والعراقي قد جذب من المتشددين الأجانب ما هو أكثر حتى مما فعله الصراع في أفغانستان خلال الثمانينيات. وآخر مرة سافر فيها مثل هذا العدد الكبير من المسلحين للقتال في صراع خارجي كانت في عام 1945. والشيء الآخر الذي يجب ملاحظته في البيانات الجديدة، هو أن "خمس" المقاتلين الأجانب في سوريا يأتون من الدول الغربية. وبينما انخفضت قليلاً تقديرات القادمين من دول الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية وتونس، كانت هناك زيادات كبيرة في المقاتلين القادمين من الدول الأوروبية. وفي حين كان هناك 412 مقاتلاً فقط قاموا بالسفر من فرنسا إلى العراقوسوريا، تشير البيانات الجديدة إلى أن هذا العدد قد تضاعف ثلاث مرات تقريباً منذ أكتوبر، ووصل إلى 1200 مقاتل. وكذلك، أضافت هولندا وبريطانيا والنمسا نحو 100 مقاتل إضافي إلى أعدادها السابقة. أما بلجيكا، وهي دولة أصغر بكثير، فقد ارتفع رقم أبنائها الذاهبين للقتال في سوريا من 296 إلى 440، ولديها أكبر عدد من المقاتلين بالنسبة لعدد سكانها بين كل الدول الغربية. وتعاني بلجيكا من عواقب ما يسميه النقاد بعقود من عدم الفعالية في دمج المهاجرين، بما في ذلك العديد من المسلمين. ووفقاً لمقال مايكل بيرنباوم، المنشور في الواشنطن بوست: "تواجه البلاد تحديات خاصة، لأنها، ومنذ فترة طويلة، مقسمة بشكل صارخ من خلال المنافسات المريرة بين الشمال الناطق بالهولندية والجنوب الناطق بالفرنسية. لقد أدى هذا إلى إلحاق الضرر بتماسك استجابة الحكومة، وتفاقم الصعوبات التي يواجهها المهاجرون". ووفقاً للبيانات الحديثة، أيضاً، شهدت ألمانيا، وهي الدولة التي تملأ قصصها الأخبار بسبب نشاط حركة مناهضة الأسلمة فيها، تضاعفاً لعدد المقاتلين الذين خرجوا منها للقتال في سوريا في غضون أربعة أشهر فقط. ووفقاً للتقرير الصادر عن ICSR: "ارتفع عدد الألمان المهاجرين إلى سوريا بشكل كبير خلال العامين الماضيين. وقد حاول الإسلاميون تجنيد المسلمين الناطقين بالألمانية في الماضي، ولكن جهودهم هذه نمت الآن من حيث الجودة والكمية على حد سواء". هذا، ولا يزال الشرق الأوسط، كما هو متوقع، يمثل أكبر مصدر للأجانب الذين يقاتلون في العراقوسوريا. ترجمة عن: Washingtonpost