روى عدد من ضباط وأفراد الحرس الرئاسي الذين طردتهم اللجان الشعبية التابعة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، من القصر الجمهوري بعدن في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، تفاصيل ما تعرضوا له. وأوضح النقيب نبيل السبيعي، قائد حراسة قصر 22 مايو الرئاسي في عدن، أن أفراد حراسة القصر يتبعون اللواء الأول حرس خاص، وكانوا يعملون بنية وإخلاص، وأن هؤلاء كانوا مبيتين نيات للتمسك بزمام الحكم منذ تعيين اللواء صالح الجعملاني قائداً للواء، وأنه كان يقوم بتصرفات كلها منكر. وأضاف: الأفراد كانوا يؤدون عملهم على اكمل وجه وأن كل المسؤولين يحضرون للقصر ونعمل على حمايتهم وحماية القصر أداءً لواجبنا، حد قوله. وكانت أوضحت مصادر لوكالة "خبر" للأنباء، أن الحرس الخاص بالرئيس المستقيل هادي واللجان الشعبية طلبت من الجنود الذين كانوا متواجدين في منطقة المعاشيق المغادرة. وأضاف السبيعي، أن المؤشرات الاخيرة بعد ان دمروا اللواء وضيعوا الرئاسة في صنعاء وفروا إلى عدن، كنا نتوقع ما حصل، ولكن بصورة أخرى أن يقولوا لنا لا نريدكم تعملوا معنا، ويوفروا وسائل نقل، وأن يحملوا الافراد مع عهدتهم وينقلونا إلى اي لواء آخر أو يعطوهم إجازة رسمية صريحة، ولكن أن يتم تلك الطريقة التي حدثت لم نكن نتوقعها. وتابع: اللجان الشعبية التي تساند الجيش على رأسي ونحييها.. التي تواجه عناصر تنظيم القاعدة في أبين، في ربوع اليمن.. ولكن فوجئنا عند استقالة عبد ربه منصور هادي بانتشار لجان شعبية أسميها "مشعبة ومتعيشة".. ليلة الاستقالة نشرها ناصر منصور، الذي تحول من وكيل للأمن السياسي إلى قائد مجاميع نشرها بمختلف المؤسسات الحكومية. وقال: لقد اعتبرتها أنها تمهيد لوصول الرئيس هادي، وعلى عيني وصوله إلى عدن إذا كان لصالح اليمن، ولكن أن يصل بأن لايزيد الطين بلة وأن يخرب في عدن كما خرب صنعاء، ما كنا نتوقع هذا. وعندما انتشرت اللجان في مختلف المنشآت وبوابة المعسكرات اجتمعنا وتناقشنا مع قائد الفرع العقيد محمد صلي أننا سنحافظ على وحدتنا وسنبذل كل ما نستطيع وتقديم دمائنا لهذا الوطن، وسنحمي القصور الرئاسية، وانه لاداعي لهذه اللجان، ووافق قائد الفرع.. ولكن كانت عليه ضغوطات لاستيعاب هذه اللجان، وفوجئنا باستبدال زملائنا بالذين كانوا بالحماية الرئاسية بصنعاء بديلاً عن اللجان، وفرغنا لهم غرفاً وتقاسمنا الأكل سوية. وأضاف قائد حراسة قصر 22 مايو الرئاسي: ما حصل لأفراد الحرس الخاص في عدن جزء لايتجزأ مما حصل للقوات المسلحة اليمنية، وانما كانت بصورة اخرى غير متوقعة وأن هناك ملامح ومؤشرات منذ تولي صالح الجعملاني قائداً لقوات الحماية الرئاسية، حيث سرحوا ضباطاً لهم خدمة طويلة في فرع عدن أو في الحرس الخاص بشكل عام بدون أي أسباب أو مبررات أو أي عجز..!! لماذا لم يصدرهم لأي ألوية، وإنما سرحوهم للبيوت وإجازات، وكذلك حصلت استفزازات للأفراد عبر مصادرة معاشاتهم ومنعهم من دخول البوابات. وأكد النقيب السبيعي، أن الرئيس المستقيل هادي كان على علم بما حصل، وقد أبلغه قائد الفرع ووصله الخبر مع قائد حراسة الرئيس هادي وحصل مشكله بشأن عهدة السلاح عندما حاولت اللجان تجريدهم من السلاح ثم وجه الرئيس المستقيل بأن يخرج كل جندي شمالي بسلاحه الشخصي لأحد السرايا فقط، ولكن لجان هادي وزعوا مجاميع بنقاط تفتيش تتقطع لهم بشوارع المدينة لسلبهم ما يملكون. واستنكر قائد حراسة قصر 22 مايو التضليل الإعلامي لما جرى ومحاولة إلصاق تهمة انقلاب بهم كمبرر لما حدث. من جهته تحدث المساعد قائد، أحد أفراد الحرس الخاص بعدن في برنامج "اليمن اليوم" على شاشة قناة "اليمن اليوم" الفضائية، أنه يعمل في المجال العسكري منذ 21 سنة وكان أحد أفراد الحرس الخاص للرئيس السابق علي عبد الله صالح بدار الرئاسة صنعاء. وقال: إن أفراد الحرس الخاص كانوا يرافقون الرئيس صالح في زياراته لكل المحافظات، وأن أفراد حراسة الرئيس صالح كانوا ممن ينتمون إلى كل المحافظات "أبين - لحج -الضالع - تعز -إب - حجة - الحديدة – والمحويت". وأضاف، أنه تحول إلى العمل في الحرس الرئاسي بعدن عام 2006، وأننا نؤدي الواجب بأمانة ولا نتدخل في السياسية ولانتبع أي فئة، وأن اليمن للجميع وأن الجيش استهدفوا منذ الأزمة السياسية عام 2011م. وأشاد المساعد قائد، بالضابط صالح العومري، الذي ينتمي إلى ردفان وقال لن أبقى مادام طردتم زملاءنا، كلنا زملاء وجيش واحد، رغم أن لجان هادي قالوا له ابقَ عندنا وستعمل معنا. وفي السياق تحدث المساعد عبده البروي، أحد أفراد حراسة القصر الرئاسي، أنه يعمل في عدن منذ 3 أشهر، وأن المفاجأة كانت كبيرة بتصرفات عبد ربه منصور هادي، وأن خروج أفراد الحرس الخاص بشكل بشع، خاصة وأنهم في خدمة الوطن. وتابع البروي: كان الأحرى أن يصُدر هادي الأفراد كل واحد في لواء عسكري بأي محافظة، لا أن يأتوا إليهم لجان هادي في آخر الليل وهم نائمين ويقومون بتوجيه البنادق إلى صدورهم وطردهم. وقال المساعد عبده البروي: إن من قاموا بإخراجهم، كأنهم أتوا من أفغانستان يربون اللحى ويحملون أسلحتهم الرشاشة.. من المؤكد أنهم من تنظيم القاعدة، وأنهم منعوهم من أخذ مقتنياتهم الشخصية وملابسهم.