عندما وصلوا للسلطة، صرفوا لأسرة شهيد خمسة ملايين ريال ولأسرة شهيد مليون ريال.. دعموا عجز وفساد الرئيس هادي.. اشتغلوا على تمكين نشطائهم من وظيفة الدولة ومنحوهم العطايا المختلفة.. ذهبوا لفترة انتقالية دائخة أعقبتها دائخة ثانية ودائخة ثالثة ثم موتاً سريرياً.. احتسبوا الدولة ملكية لمن يصل للسلطة ولم تعد كما قالوا في شعاراتهم الزائفة ملكاً للشعب، فأقصوا من يخالفهم ومن لايرتاحون لوجوده في وظيفته.. اشتعلوا على التحريض وزيادة الأخاديد السياسية والاجتماعية والطائفية.. هيكلوا الجيش والأمن واللقمة والنور والماء وشبه الدولة القائمة وكل ما يخالف طموحاتهم.. منحوا جسد النظام السابق حقنة حياة كبيرة وأعادوه للحكم والتسلط واللعب والعبث.. ثم أنتج ناديهم العلمي الابتكاري شماعات للفشل والعجز وللتغطية على الإفساد المجدد.. تفرجوا على قتل الناس و(قنصهم) عندما خرجوا في تظاهرات ضد حكومة آل الأحمر المغلفة بباسندوة وحكومة المشترك المغطاة بالتوافق مع حزب المؤتمر الذي تحول وزراؤه إلى خواتم طيعة في أصابع الرئيس هادي واللواء المخضرم علي محسن.. تفرجوا على تخريب النفط والكهرباء وشكلوا لجان وساطة مع المخربين عندما تحركت فرق من الجيش لملاحقة مخربي النفط وعندما تجرأوا وأعلنوا في بعض الأوقات عن أسماء متهمين بضرب الكهرباء ونشروا أخبار (مسلحون يمنعون فرق الصيانة من مباشرة الإصلاح).. وتفرجوا عليهم.. تفرجوا على الاغتيالات بالموتورسيكل وحولوها إلى لعبة ينخزون عليها محاولين من خلالها القضاء على خصومهم الذين يرون فيهم خطراً على كرسي السلطة ونزعه منهم.. وكانت مقار الخلايا المنفذة على بعد قريب منهم جغرافيا وموالاة وتحت حماية ميليشيا نائب برلماني عتيد ينتمي إليهم.. تفرجوا على الرئيس هادي وهو يزيد من الشق الطائفي المناطقي.. تفرجوا على الرئيس هادي وهو يتفرج على كل شيء يطيح.. ودعموه كما الآن يدعموه.. تفرجوا على اقتصاد يتدهور بفعل نهمهم وجشعهم وفشلهم إلا في النهب والفساد وتولية الأتباع والقطيع حيث لا يفعلون أكثر من تمرير رغبات أحزابهم وتصفية حساباتهم..
ثم أما بعد.. جمعة الكرامة مليحة عندهم.. لأنها مصنع فخم للمتاجرة واللعب والكذب والتدليس على الناس وعلى أرواح من ذهبوا فيها.. ولو أرادوا ثأراً حقيقياً لكان أن نظموا وانتظموا وتوقفوا عن السعار السلطوي الذي لا يفارقهم.. جوعهم للتسلط كان ولا يزال أكبر من رومانسية المطالبة الحقة بوجود دولة وقوانين لا استثناء فيها.. وبوجود عدالة حقيقية شفافة لا ممارسات عبثية همجية من تحت الطاولة للعب على كل صيغة اتفاق عقد اجتماعي وما شابهه. جمعة الكرامة كانت كرامة في جبين من سقطوا.. وستبقى خسة ودناءة على جبين من اعتلوا.