(إنّا لله وإنّا اليه راجعون) قبل ثلاثة أيام وجهت نداءً إنسانيًا عبر صفحتي هذه، وبحكم عملي مسئولاً عن ملف النازحين.. وجهت ذلك النداء إلى كل الدول المتحالفة وغير المتحالفة بطلب تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين، الذين لايقدر مأساتهم إلا من يعيش ويتعامل معهم. رغم أن البعض في تعليقاتهم أنكروا عليَّ ذلك، ولماذا أطلب المساعدة مِن مَن كانوا هم السبب في نزوحهم وتشريدهم ومِن مَن يضربون ويقتلون اليمنيين بتلك الوحشية. لكني كنت مقتنعاً بما كتبت؛ لأن واجبي وعملي الإنساني يحتم عليَّ هذا. ولأن بعض أولئك المنتقدين ربما لايدركون أن كل أسرة نازحة بل كل نازح يحمل قصة مأساوية بمفرده. ولم أدرِ أن الرد سوف يأتي بتوجيه ضربة صاروخية على مخيم رقم واحد للنازحين في منطقة المزرق بحرض.. هذا المخيم الذي له من 2009 في منطقة لاتوجد بها معسكرات ولا أهداف عسكرية(!!) أنا مسافر خارج الوطن للعلاج، لكن عندما شفت الصور المؤلمة المحزنة لأجساد النازحين وهى محترقة أو مدفونة بين الأنقاض أو متقطعة أوصال، كدت أن يغمى عليّ، وزدت مرضاً، والله. ما ذنب هؤلاء ؟! الذين هربوا من الموت ويعيشون الموت بكل صوره وفي منطقة حارة لا تتوافر فيها أبسط مقومات الحياة، حتى المياه السطحية أو الجوفية لا تتوافر فيها، وإنما أتينا بها من وادي حرض. اللهم ارحمهم، واشفِ جرحاهم، واقتص ممن ظلمهم وقتلهم هذه القتلة المروعة.. إنّا لله وإنّا اليه راجعون.