ربما كان الأمر الوحيد الإيجابي في جلسة افتتاح مؤتمر الرياض هو كلمة أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون التي ألقاها نيابة عنه مبعوثه الجديد الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد. كانت كلمة بان كي مون هي الاستثناء الوحيد تقريبا في مؤتمر حوار الرياض الذي انعقد اليوم بين طرفٍ واحد.
ومن أهم ما حملته كلمة بان كي مون، تأكيدها على ثلاثة أمور: - ضرورة تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن خمسة أيام أخرى بعد انقضاء أيامها الخمسة اليوم. وهذا هو مطلب المجتمع الدولي أيضاً والولاياتالمتحدة. كما أنه حاجة يمنية. - واعتبار هذه الهدنة بداية لوقف إطلاق نار دائم في اليمن، وهذا أيضاً ما تضغط الولاياتالمتحدة من أجله. - ودعوة الأممالمتحدة لمؤتمر حوار قادم يشمل كافة الأطراف اليمنية وتشرف عليه هي مع تعهدها، وتعهد بان كي مون شخصياً، بأن تتخذ الهيئة الأممية نفس المسافة من أطراف الحوار. هذه الأمور الثلاثة لا تريدها الرياض ولا يريدها مؤتمر الرياض أيضاً، وتشكل ثلاثتها أخباراً سيئة لهما. لكن أكثرها سوءاً بالنسبة للرياض ومؤتمر الرياض هو الأخير. حيث إن الرياض سعت لتقديم مؤتمر الرياض على أنه مؤتمر يمثل كل اليمنيين، وهو أيضاً ما أكدت عليه أغلب كلمات المتحدثين اليمنيين في المؤتمر إبتداء من عبدربه منصور هادي ومروراً بعبدالعزيز جباري وليس انتهاء بمقدمي المؤتمر. ثم تأتي كلمة بان كي مون لتقول، ومن على منصة المؤتمر نفسه، ما مفاده إن مؤتمر الرياض لا يمثل كل اليمنيين وإن هناك حاجة لمؤتمر آخر (في مكان آخر طبعاً) يشارك فيه كل الأطراف وتتعهد الأممالمتحدة بأن لا يكون مؤتمراً موجهاً لصالح طرف من الأطراف. لولا لغتها الرصينة والحصيفة، لولا لغتها الرسمية المحايدة، لوصفت كلمة بان كي مون ب"الصفعة" الأممية لمؤتمر الرياض وللرياض نفسها. لن أطلق عليها هذا الوصف، لكنها كانت كذلك على كل حال.