"بالأمس قبر، واليوم قصر". تلك بعضٌ من الأهداف المحددة مما أظهره ولم يبطنه من أبرموا تحالف العواصف. فلماذا القبر (ضريح حسين الحوثي) ولماذا القصر (سكن الرئيس السابق علي عبدالله صالح)؟ استرجاع المواقف القديمة السياسية والمذهبية، سيبين أنها مولدٌ إضافي من مولدات الزوابع المتتالية على اليمن، وبعض أبناء اليمن المستهدفين من وراء العصف بمواطني اليمن دونما استهداف لهم! الموقف اليمني من حرب الخليج الثانية 1990م، رغم محاولة التزام الحياد والموضوعية، وضع اليمن موضع "الضد" عربياً ثم دولياً، حتى قال وزير الخارجية الأميركية جيمس بيكر أن اليمن سيدفع ثمن أغلى "لا". سرعان ما عبرت غيوم العلاقات اليمنية الإقليمية الدولية، وتشكل تحالف يمني إقليمي دولي مشترك ضد الإرهاب, وتخطوا عقدة الحدود المشتركة وغيرها من العُقد السياسية المتنامية وسط إقليم الجزيرة الزاخرة بالنفط والنقط السوداء المشوهة لكتاب المستقبل القادم. لكن استحقاقات فاتورة "لا" ظلت دفعاً يمانياً جماعياً! ذاك عن لماذا القصر؟ أما لماذا القبر؟ فامتداداً لصراع المذاهب، وتجديداً لها بضرب رمزية: من يراه أتباعه مجدداً للمذهب الزيدي المختلف مع المعتقد النجدي. ويراه خصومه ممدِّداً لنفوذٍ مضاد لمن بالمال ساد. مواقف الأمس "مع" أو "ضد" أو "مع الضد" زرعت ما يُحصد اليوم. أكانت المواقف متخذة بنبل مقصد أو سوء غرض. لكن النتيجة التي طالت "القبر" ثم "القصر"، وما يمطره الجو على الأرض تعم الجميع الآن. كما جرت العادة. بالأمس "قبر"، واليوم "قصر" والخوف أن غايةَ ذلك العيش غداً وسط "قفر"!