فعلوا كل شيء من أصغر حاجة إلى أكبر حاجة، لدفع صالح والحوثي إلى خندق واحد، من التلويح بالعزل السياسي وحل المؤتمر والهيكلة والأموال المنهوبة إلى العقوبات والفصل السابع إلى التحالف العشري وإف16 والعنقودية.. بعد أن تأكد لهم أنهم تمكنوا من وضع صالح مع الحوثيين في خندق واحد يواجهون مصيراً مشتركاً، صاح المثقفون المعفنون؛ هييييي.. شوفوا تحالف زيدي طائفي مناطقي.. هييييي؛ الزيود تحالفوا.. هييييي. على فكرة كثير من هؤلاء جبناء وأنذال والآن عاملين أنفسهم شجعان وفرسان في الهجوم على الحوثي وكثير منهم فارين ومرتزقة. وكمان عاملين أنفسهم محاكم تفتيش يلمزون من يناهض العدوان السعودي ويصنفونه حوثيا أو عفاشيا أو يفتشون في بياناته الشخصية. قبحكم الله.
من السهل تأويل المواقف والآراء والانحيازات السياسية. من السهل تأويلها استناداً إلى الانتماءات المناطقية والمذهبية والحساسيات دون الوطنية. لا شيء أسهل من هذا. لكنها لعبة وضيعة تليق بالحقراء والعاهات والنفوس الدنيئة.
لا وقت للتخوين والكلام الفارغ. البلد يسقط في المستنقع والأمور تمضي خارج سيطرة الجميع. في الأخير، كل واحد يعرف نفسه جيداً ويعرف دوافعه.