صرح مسئول عسكري روسي رفيع، أن بولندا ورومانيا تضعان نفسيهما في مرمى نيران وأهداف روسيا المحتملة، في أحدث وأعلى نبرة تصعيد من موسكو باتجاه التصعيد الغربي المقابل للناتو والولايات المتحدة. في الجانب الآخر، ارتفع تعداد قوات الرد السريع للناتو من 13 ألفاً إلى 40 ألف جندي، حسبما أعلن أمينه العام ينس ستولتنبرغ في ختام اليوم الأول من اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف ببروكسل.
ويبحث وزراء دفاع دول الناتو في اجتماعهم، حزمة قرارات تتعلق بتعزيز وجود الحلف العسكري في شرق أوروبا، لكنهم يعتبرون أن ذلك لا يتعارض مع سعيهم للحوار مع موسكو.
وقال أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الأربعاء 24 يونيو/حزيران، إثر وصوله إلى مقر انعقاد الاجتماع الذي سيستغرق يومين: "يسعى الناتو للحوار مع موسكو. وأنا واثق من أن تعزيز القدرات الدفاعية للحلف لا يتعارض مع هذا الهدف. وتعد المنظومة الدفاعية القوية للحلف من الشروط الضرورية لإقامة حوار مع روسيا".
ووفقاً للمصادر الروسية، تشكل أسلحة تابعة لما يسمى بالدرع الصاروخي الأمريكي الجاري العمل لإنشائه في أوروبا، تحت ذريعة إيجاد ما يحمي أوروبا من الهجوم الصاروخي المحتمل؛ خطراً على روسيا.
ولهذا لا ترى روسيا مفراً من إدراج البلدان، التي تنشر في أراضيها ما هو تابع لشبكة الدفاعات الصاروخية الأمريكية، على قائمة الأهداف التي يمكن أن تضربها القوات الروسية عندما تقتضي الضرورة درء الخطر عن روسيا.
وأعلنت وكالات أنباء، في 5 يونيو، عن خطط للإدارة الأمريكية لوضع صواريخ حربية في أراضي أوروبا، رداً على انتهاك روسيا المزعوم لاتفاقية إزالة الصواريخ المتوسطة المدى.
ومن المقرر أن يصدق وزراء دفاع دول الناتو في اجتماعهم على الخطط الخاصة بزيادة عدد أفراد قوات الرد السريع الأطلسية، ونشر مخازن عسكرية في أوروبا الشرقية لتخزين أسلحة وآليات قتالية أمريكية، وذلك من أجل تهيئة الظروف لنشر وحدات عسكرية للناتو في تلك المناطق بسرعة.
وفيما يخص نشر الأسلحة الأمريكية الثقيلة قرب حدود روسيا، لا تعتبر موافقة وزراء دفاع الحلف على هذه الخطوة إلا إجراءً شكلياً، علماً بأن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أعلن عن هذا القرار رسمياً الثلاثاء خلال زيارته إلى إستونيا.
وقال يفغيني لوكيانوف، نائب أمين مجلس الأمن الروسي، خلال تصريحات صحفية، في 24 يونيو/حزيران، إن بولندا ورومانيا تسببان لهما مشكلة حين تستضيفان "عناصر من الدفاع المضاد للصواريخ"، مشيرًا إلى أن بولندا ورومانيا تضعان نفسيهما بالتالي في قائمة الأهداف المحتملة لروسيا.
من جانبه، وبطريقته الخاصة، كشف الرئيس البولندي، برونيسلاف كوموروفسكي، عما يفكر فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل النوم، مشيراً إلى أنه يعتقد بأن بوتين يفكر في تفكك الاتحاد السوفييتي قبل النوم.
وقال كوموروفسكي في كلمته بمؤتمر حول الأمن عقد في سلوفاكيا في 20 يونيو/حزيران، إن "بوتين يفكر قبل النوم في أسباب تفكك الاتحاد السوفييتي وهل يستطيع إعادة الزمن إلى الوراء" حسب ما ذكره راديو بولندا.
وزعم كوموروفسكي، أن بوتين كان في الأعوام القليلة الماضية يقنع المواطنين بأن زمن الاتحاد السوفييتي كان أفضل زمن لهم.