هادي، استمر في توجيه الجيش بالحياد، في الحروب بين الحوثيين والاصلاحيين وحلفائهم. وفي نفس الوقت، لم يوجه دولته إعلاماً ووظيفة عامة، بذات الحياد، بل كان كل هدفه نيل نصيبه وترك الباقي لأولاد الأحمر وعلي محسن والإصلاح، فاستمرت الدولة في استهدافها للحوثيين سياسياً وإعلامياً، والانهزام أمام سلاحه ومليشياته.
وحين طربقها الحوثي، فوق رؤوسهم، التفتوا للجيش، وقالوا له، إنه تحوث، وزادوا عليه باتهامه أنه مليشيات صالح، وهربوا خارج البلاد.
ثم جاءت السعودية، بكل جهلها ومالها، فزادت الطين بلة، وبدلاً من أن تدرك المأزق الذي آلت إليه البلاد، قامت تحاصر وتقتل وتقصف وتدعم مشاريع الاقتتال.
اليوم، فإن الحوثي، لايكترث للسياسة ولا يهتم بغير تقوية نفسه عسكرياً، معتقداً بل مؤمناً إيماناً مطلقاً أنه قادر على فرض سيطرته على البلاد كلها بقوة السلاح.
ومن يدعون أنهم يقاومون تحالف الحوثي وعفاش، بالسلاح، في عدنوتعز، هم ضحايا طرفي الجنون هذا..
في بدايتها، قتلت المقاومة العدنية، الناس لمجرد الاشتباه بهم وهم في الشوارع، واستحلت دماء العسكري لمجرد أنهم يرتدون زياً عسكرياً، ونشرت صور جثث في الطرقات، عززت من الضغط على أنصار الله، وقوت تحالفاً حوثياً مع بقايا جيش في عدن ومحيطها، لمنع انتصار مثل هذا التوحش الغبي والحقير والذي لو انتصر لن يقف عند حد.
اليوم، استلمت مقاومة تعز، ذات الجرائم، التي كانوا ينتقدونها حين يعلن عنها القاعدة في اليمن أو داعش في العراق..
كان يمكن مطالبة الجيش والأمن، في السيطرة على الوضع، ومطالبة أنصار الله، سحب مسلحيهم، لكن قد باع هادي والإصلاح الجيش، اعتقاداً أنه إما يتبعهم ويدافع عنهم بالباطل، وإلا فهو مليشيا عفاشية.
ولكن، برأيكم، لو تركت تعز، لحمود المخلافي ومليشيات حتى هو لايسيطر عليها، فليس الأمر أكثر من تمكين هذا الإجرام الذي تتستر تحته عصابات متعددة تحت شعار المقاومة.
سواءً قال ذلك، أصحاب الرياض، تحت شعارات، مقاومة الشعب للانقلاب، أو قاله، أصحاب شعارات مواجهة عدن للاحتلال الشمالي، أو قاله الحوثيون، تحت شعار أن المقاومة هي مجرد داعش.
هناك حرب مفتوحة، ومقاومات متعددة، وفشل حوثي في فهم بيئة الحرب، وتواري الحراك الجنوبي، بانتظار أن ينجلي الوضع، وتكون "دولة الوحدة"، قد انهكت بعضها بعضاً، فكلهم عند الحراك، محتلون.