شنت مقاتلات العدوان السعودي، الاربعاء 15 يوليو / تموز 2015، غارة على مبنى بلدية كريتر التاريخي بمدينة عدن (جنوب البلاد)، مستهدفة مبنى وسوق بلدية كريتر الأثري وألحقت به أضراراً فادحة. ويقع مبنى وسوق البلدية في قلب مدينة كريتر، وهو من أبرز الأسواق التراثية العريقة والقديمة وسط محافظة عدن، حيث يتميز المبنى بطراز عمراني قديم وبتصاميم هندسية بريطانية جميلة، بداخله ممر العبور أو "الدرج"، حيث كان يعج بحركة السياح الأجانب والزوار والمتسوقين والمتنزهين آنذاك، ثم تحول الى سوق شعبي مخصص للخضروات والفواكه والسمك. وكانت مقاتلات العدوان السعودي استهدفت، السبت 11 يوليو/ تموز ، بغارة جوية بوابة رصيف السياح التاريخية بمدينة عدن ما تسبب في تدمير البوابة التاريخية بشكل شبه كلي، ويعود تاريخ بناء البوابة ورصيف السياح الى عهد الاحتلال البريطاني في ابريل 1919م وكانت البوابة الرئيسيه لميناء عدن. كما استهدفت طائرات العدوان، الاحد 21 يونيو/ حزيرآن، بعدة غارات قلعة صيرة الأثرية ما ادى الى تدمير اجزاء واسعة من القلعة التي تعد احد ابرز المعالم التاريخية في عدن والتي يعود تاريخ بنائها للقرن الحادي عشر الهجري. الجدير بالذكر ان المنظمات الدولية عجزت عن ايقاف ووضع حد لدول تحالف العدوان بقيادة السعودية من استهدافها وتدميرها الممنهج والمنظم والمتعمد للآثار في اليمن رغم مصادقة وتوقيع اليمن على كل اتفاقية تؤكد ضرورة الحفاظ على المعالم التاريخية والمواقع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي والانساني لمنظمة اليونسكو. وكان القصف المتبادل بين قوات الجيش المسنود بلجان انصار الله من جهة ولجان هادي والقاعدة من جهة اخرى، 4 / ابريل الماضي، تسبب باضرار مادية كبيرة بمسجد جوهر التاريخي في مدينة كريتر . وتواصل مقاتلات العدوان السعودي استهداف المعالم التاريخية اليمنية، ضاربة عرض الحائط ومتحدية النداء العالمي الذي أطلقته منظمة اليونسكو مؤخراً لحماية المعالم الاثرية والمواقع التاريخية من الاستهداف والتدمير، حيث استهدفت منازل مدينة صنعاء القديمة وسد السبئيين بمأرب ودار الحجر الشهير في همدان بصنعاء، و"جرف أسعد الكامل" الأثري الشهير بإب، ومتحف ذمار الإقليمي، وقلعة القاهرة بتعز، وقلعة باجل التاريخية، ومدينة براقش بالجوف وعشرات المعالم والقلاع والحصون والمساجد والمدارس والمتاحف الاثرية، بالإضافة إلى استهداف الشعب اليمني أرضاً وإنساناً وتدمير البنى التحتية مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.