قال زعيم حركة أنصار الله في اليمن، عبدالملك الحوثي، إن الظروف مواتية للحل، لكنه أكد أن ذلك "يستدعي تعقلا وان يكون المنطلق صحيحا وليس من منطلق الحرب". مضيفاً في كلمة متلفزة له مساء الاثنين 6 يونيو/ حزيران 2016، (أول أيام الصوم)، أن رمضان فرصة للوصول إلى الحل. وأشار إلى أن الكثير من الحلول ومن الضمانات قدمت بما يكفي "لحفظ ماء وجه العدوان، إنْ آثر المصلحة العامة على المستوى الاقليمي والمحلي، ما لم فإن مسؤوليتنا هي التصدي لهذا العدوان". وقال: "بقدر جهوزيتنا للسلام يجب ان نكون بنفس الجهوزية لمواجهة العدوان واي مخطط عسكري يخططون له". وفي تعريج على ما يدور في مفاوضات الكويت قال، إن "ما اعاق الحوار هو لا عقلانية قوى العدوان والمرتزقة"، مشيراً إلى أن "الوفد الوطني قدم رؤية تتصف انها منصفة منطقية معقولة سلطة توافقية تعالج كل الملفات وترتبط بها كل التفاصيل وبها تنازلات كبيرة جدا". وأكد أن هذه الرؤية "تتسم بأنها منبثقة من كل المرجعيات، ومع ذلك لم يعد لديهم الانصاف والتعقل اللازم لتقبل هذه الرؤية التي تنطلق من ذلك الضجيج". وتابع: "لم يعد هناك مبرر لاستمرار العدوان لكن مشكلة اولئك ليست انه لا حل، فالظروف مواتية، لكن مشكلتهم انهم لا عقلانيين.. الله يرزقنا العقول". واتهم زعيم أنصار الله، قوى العدوان، أنها تتعاطى مع الأمر من منطلق آخر هو الكبر والحقد والحرص على سحق الاخر ويتعاطون في الكويت من نفس منطلقات الحرب وهي السيطرة الكلية والقضاء على الاخر.. لو هم ينطلقون من منطلق الحل فالحل متاح، اما من ينطلق من منطلق الحرب فهنا تكمن المشكلة". ودعا الحوثي "الطرف الآخر بالعودة إلى تلك المرجعيات السياسية وإلى ما أشعلوا الحرب منطلقين منه". وقال: "عادوا الى التصعيد على اعلى مستوى والجيش واللجان كانوا عند اعلى مستوى الانضباط وملتزمين بوثيقة ايقاف العمليات القتالية واقتصر دورهم في الدفاع وهم استمروا في الغارات والزحوف في كل الجبهات". وهاجم القوى الموالية للعدوان، متهماً إياهم بنقض الاتفاقات، وقال إنهم "لا يتحرجون بأن يكونون خائنين ولا أوفياء بما اتفقنا عليه". داخلياً.. دعا زعيم أنصار الله، الاقتصاديين للعمل بما يساعد الشعب اليمني على الصمود والمواجهة، والذي قال إنه عانى الكثير، لكنه مهما عانى فهو يدافع عن قيمه وعن اخلاقه وعن استقلاله وعن كرامته وهو في الموقع الصحيح والاخرون هم الذين اتخذوا قرار العدوان واتوا ليقتلوا ليدمروا ليعبثوا". وقال إن "حكمة الشعب ان يدافع ويواجه كل هذه الاخطار وكل هذه التحديات ويتصدى لكل هؤلاء المجرمين الذين اتوا بدون حق ليحتلوا ارضه ومن واجب الدين ان يقف موقف الثبات.. طالما استمر هذا العدوان فان الشعب اليمني مسؤول امام الله تعالى ان يتصدى لأولئك المجرمين". وتابع الحوثي: "مقتضى الايمان والحق والواجب الديني يفرض على ابناء شعبنا طالما هناك عدوان ان يقفوا بوجهه". وجدد – بشدة – انتقاد "موقف الخونة الذين باعوا وطنهم ووقفوا مع المحتل وناصروا الاجنبي وضحوا معه واساؤوا الى ابناء بلدهم، كانت مبرراتهم لا تختلف كثيرا عما يفعله خونة العصر ومرتزقة هذه الاحداث". متسائلاً: هل سجل التاريخ الخونة بعناوينهم تلك؟ لا لم يسجلهم بتلك العناوين التي قدموها وتلك المبررات، ولكن التاريخ سجلهم كعملاء وكخونة خانوا شعوبهم وهو ما حصل في تاريخ بلدنا وفي كل التواريخ". ونوه إلى الدور المحوري في الجبهة التعبوية التي تسعى لرفع المعنويات التي تسعى لرفع الصمود والاتجاه الجاد وتعزيز القيم والثوابت دورها مهم جدا ومسؤولية على عاتق الخطباء والعلماء والمفكرين والاكاديميين.. مهم جدا من خلال القرآن وتعاليم القرآن ان تكثف الجهود". وقال، "إن الكثير من الأسر وأسر الشهداء والفقيرة تعاني. داعياً الجميع، وخاصة أصحاب المال، إلى تقديم العون وكل المتطلبات الإنسانية.. ولابد ان يأخذ الجميع وعلى مستوى سلطات الدولة ورجال المال والاعمال، الجميع معنيون ومدعوون لان يتعاطوا بايجابية في التكافل والانفاق لتكون حالة عامة". ودعا الحوثي "ميسوري الحال إلى الالتفات لحالة السجناء يمكن أن "قد استقاموا أو عليهم قضايا مالية أو قضايا يمكن حلها لمساعدتهم والنظر في حالتهم". وأكد أن "الكثير ممن هم معتقلون من الجبهات المعادية ان تحل مشاكلهم من خلال ضمانات من الوجاهات وحل مشكلتهم ومعاناتهم والعناية بهم وضمان عدم عودتهم". وبشأن تعثر لجنة الأسرى والمعتقلين في محادثات الكويت، قال زعيم أنصار الله: "كنا نتمنى من المرتزقة ان تهتم ولو شكليا بالوضع الانساني، أليس يهمهم اعلاميا ان يتظاهروا بان لديهم شيئا من الانسانية، كان من المفترض ان يشهد ملف الاسرى انفراجا من الجميع وقدمنا الكثير من العروض لحل الملف من الطرفين، وكنا نتعاطى ايجابيا بشكل كامل لكن اولئك الذين لا خير فيهم لم يكونوا حريصين حتى على اسراهم". ودعا أسر الأسرى – حال افتراض عدم الاستجابة للحلول – إلى الصبر وأن "مصير الأسرى مرهون بمصير الاسرى من الطرف الاخر". وقال إن "هناك اسرى من الشخصيات المهمة وهم مرهونون باسرى الجيش واللجان الشعبية واتوجه بالنصح لقوى المرتزقة للمصلحة العامة ان يحدث انفراج في هذا الملف". وفيما تساءل عن أسباب التعنت من قبل "المرتزقة" قال إن المصلحة بكل الاعتبارات وبكل المقاييس ان يكون هناك انفراج في ملف الاسرى. وتوجه زعيم أنصار الله في كلمته التي بثتها قناة المسيرة، إلى "الابطال من الجيش واللجان الشعبية ان اقدس ميدان واشرف واقع يعيش فيه الانسان في شهر رمضان المبارك هو ميدانكم، حيث انتم ترابطون في الوديان والشعوب والصحارى، حيث انتم في اعظم ميدان قربة الى الله". وقال، إن "الشعب يعيشون نعمة الحرية والاستقلال بفضلكم انتم حيث انتم اليوم في ميدان عبادة لله، فاصمدوا واثبتوا". ونوه إلى أن ما تعانيه البلاد من حصار اقتصادي لا يستند إلى قوانين وقرارات.. "حتى قرارات مجلس الأمن وإلى أي مبررات بشرية ولا سماوية، داعياً الناشطين اقتصاديين ورجال المال والاعمال إلى الثبات في ميدانهم، وأن عليهم التحرك فيه". وعلى المستوى الاقتصادي، أضاف الحوثي أن "بوسع شعبنا الصمود ولا قلق لكن مع التحرك الجاد والمسؤول". وفي الوقت الذي تحدث فيه عن مساع لتفكيك القوى المناهضة للعدوان، أكد "نحن معنيون بتعزيز الوحدة الداخلية على كل المستويات وعلى كل القوى وعلى كل ابناء الشعب ان تتضافر جهودهم في مواجهة هذا العدوان، وهناك الكثير من المساعي لتفكيك هذه القوى". ودعا إلى التعاطي "مع مواقع التواصل الاجتماعي، أن يكون مسؤولا، والجميع معنيون ان نضبط مواقفنا بميزان التقوى.. يجب ان نرتقي بمستوى التكاتف الى مستوى افضل.. ليس هناك مجال للتلاعب وتصفية الحسابات.. كل من يدرك مسؤوليته سيتجه فيما يزيدنا قوة في مواجهة التحدي".