- يمكن القول إن بيان مجلس الأمن الأخير، الصادر يوم الجمعة 9/9، بشأن الأزمة اليمنية، لم يتضمن أي جديد يستحق الذكر، ويبدو جليًا أن المجلس حرص على مسك العصا من المنتصف وتجنب إبداء أي مواقف يمكن أن تعتبر انحيازا لاحد طرفي الازمة، خاصة تجاه عدد من النقاط المشتعلة في الفترة الأخيرة، ويمكن ايضاح ذلك كما يلي: - اكتفى المجلس بالتلميح الضمني الرافض لإعلان تشكيل المجلس السياسي الأعلى، باعتباره يندرج ضمن الإجراءات الأحادية الجانب - من وجهة نظره - لكنه تجنب ذكره بالاسم، كما ذهب إليه ولد الشيخ في إحاطته الأخيرة، وتجنب أيضاً إبداء رفض صريح لتلك الخطوة كما كانت تريده السعودية وحلفاؤها، وربما يفسر ذلك سبب تمرير روسيا للبيان الأممي بعكس إجهاضها لبيان مماثل قبل نحو أسبوعين. - تجنب المجلس أية إشارة إلى الوضع في المناطق الحدودية أو الدعوة لوقف المواجهات هناك، كما كانت تصر عليه السعودية، خاصة مع إيلاء ولد الشيخ اهتماماً خاصاً لهذه المسألة في تحركاته الأخيرة. وفي المقابل تجنب المجلس إدانة مواصلة العدوان ارتكابه للمجازر الدموية رغم ارتفاع وتيرتها في الأسابيع الأخيرة، وكذا تكثيف جهوده وراء الحل العسكري بصورة تتناقض مع التوجه الدولي المؤكد بأن لا حل عسكري للأزمة. - كما تجنب مجلس الأمن إدانة منع السعودية وحلفائها للوفد الوطني من العودة إلى صنعاء، أو حتى دعوة دول ما يسمى التحالف للسماح له بذلك رغم الوعود الأممية المتكررة للوفد بطرح الموضوع على السعودية. - أيضاً خلا البيان من أية إشارة أو تأييد لمبادرة أو أفكار جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، فيما يوحي بوجود نقاط خلافية حولها أو تحفظات سعودية بشأنها، لكن دعوة البيان جميع الأطراف اليمنية إلى تجنب فراغ أمني، تستطيع الجماعات المتشددة استغلاله لتحقيق أغراضها، يكشف عن تفهم المجلس لموقف صنعاء وضرورة شمولية الحل للأزمة. - كان لافتاً تجاهل البيان الأممي دعم دعوة الخارجية الأمريكية المتعلقة بهدنة الثلاثة أيام لتعزيز جهود ولد الشيخ أحمد الرامية لاستئناف المفاوضات، كما تجاهل المجلس انتقاد عدم استئناف المفاوضات رغم تجاوز فترة الشهر التي حددها المبعوث الأممي إلى اليمن. - إجمالاً، يمكن القول إن البيان الأممي يعبر عن موقف دولي موحد في حده الأدنى تجاه الوضع في بلادنا، وربما أن التفاهم السعودي – الروسي الأخير بشأن التعاون في تثبيت أسعار النفط عالمياً، ساعد في تمرير البيان الأممي بصيغته التي تمت، وربما يعتبر ذلك نوعاً من التحييد للمجلس وجعله أقل فاعلية في الأزمة اليمنية في الفترة المقبلة. - من جانب يمكن اعتبار ذلك إيجابياً لما يعنيه من إفشال الجهود التي بذلتها السعودية وحلفاؤها بما تمتلكه من نفوذ وعلاقات وشراء ذمم لمواصلة استخدام المجلس ضمن أدوات الضغط السعودي على صنعاء، لكن ومن الجانب الآخر فإن السلبية وعجز الأممالمتحدة ستكون أكثر وضوحاً في الفترة المقبلة فيما يخص الدور الأممي لحل الأزمة اليمنية، ما يعني ذلك من أن المراهنة ستبقى بدرجة رئيسة على الحل العسكري، الذي لن يؤدي إلا لإطالة أمد الحرب وتدمير ما تبقى من مظاهر الدولة اليمنية. [email protected] *عبدالعزيز ظافر معياد، كاتب وباحث من اليمن اقرأ أيضاً للكاتب: - خطة كيري السعودية وبذور فشلها!! دلالات إجهاض المندوب الروسي لبيان مجلس الأمن الرئاسي - وسيلة المساعدة الأخيرة أمام السعودية: استخدام ولد الشيخ! - مقال- تحول دولي لافت من الحوثيين وصالح - دفع هادي ومحسن إلى مأرب... الرسالة السعودية؟ انفصال دبي!! - ضوء إماراتي أخضر لاقتحام قصر معاشيق الرئاسي بعدن! - مواجهة قطرية - إماراتية مقبلة ساحتها الرئيسية عدن!! - أخطر ما كشفه تفجير المكلا الإرهابي!! مسرحية قطرية على هامش مفاوضات الكويتاليمنية!! - عودة الصقالبة إلى عدن!! - اقتطاع نسبة من عائدات النفط السعودي لصندوق إعادة اعمار اليمن - رأي- بصدد "مؤتمر طائف يمني".. هل تكون الرياض المحطة الأخيرة للمفاوضات؟