قبل 3 أشهر تقريبا دعيت وجماعة من الصحفيين والإعلاميين للقاء وعشاء مع بن عمر في مطعم بحدة المدينة.. خلال النقاش أتذكر أنني تعمدت أن أسأل بن عمر عن إسقاط لجنة التفسير من الأعمال والتزامات السلطة الانتقالية؟ تجاهل السؤال كأنه لم يكن.. ومرة ثانية وثالثة أعدت طرح السؤال نفسه خلال اللقاء وفي جميعها تعمد بن عمر تحاشي الإجابة والقفز إلى مواضيع أخرى!! ,,, بحسب بن عمر, لقناة اليمن, فإن القول بأن 21 فبراير 2014 نهاية ولاية الانتقالي وموعدا لانتخابات, "مغالطة كبيرة"..!! معلوم بالضرورة أن مدة الانتقالية في المبادرة والآلية محددة بعامين, وتنتهي في 21 فبراير المقبل. والمغالطة الكبيرة تجيء من مبعوث ووسيط مهمته الحرص على تطبيق الاتفاق وليس إعادة تأويل بنوده وتفسيرها على طريقة "مغالطة كبيرة". وهو ليس وحده من يغالط هنا! ,,, لكن الخلل واصل العلة لم يبدا هنا والآن... وإنما بدأ قبل عامين تقريبا مع سكوت وتغاضي الأطراف الموقعة وخصوصا المؤتمر, على أول انتهاك صريح وعلني للمبادرة وآليتها من قبل الرئيس هادي الذي ألغى بندا أساسيا وجوهريا فيها وهو تشكيل لجنة التفسير, وسجل بن عمر أول تواطؤ ضد مهمته وضد التسوية والاتفاق السياسي المبرم والمشهود والموثق دوليا. تباعا تولى هادي وحلفاءه ومن ثم بن عمر فرض تفسيراتهم الخاصة وكلما اعترض المؤتمر رفعوا عصى العقوبات... اليوم تتضح آثار وتبعات إسقاط لجنة التفسير من واجبات وجدول أعمال الانتقالية وسلطة المبادرة. بن عمر وهادي وحلفائه وحدهم من يفسر ويمرر ويفرض تفسيره للمبادرة وجدولها العملي المزمن. واللي مش عاجبه يقول لكم بن عمر "سخيف" كما نعت تصريح رئيس البرلمان اليمني!! ,,, خيانة العهود ونقضها وتبييت الابتزاز والتزوير عملية بدأت من اليوم الأول للانتقالية ولا يبرأ أو يعفى المؤتمر الشعبي من مسئوليته في مداهنة وملاينة الانتهاك الأول والسكوت على خرق فاحش وفاضح, مع تكرار المؤتمر في كل مناسبة التأكيد على التمسك بنص وبروح المبادرة!! واليوم, الذين دسوها من البداية, هم الذين يقفون أمام اية مراجعة أو مسائلة للمبعوث الدولي, باعتبارها تهديد للتسوية. التسوية التي خانوها معا من أبجد وانت ماشي!! ,,, المغالطة الكبيرة الأخرى, إضافة إلى مغالطة بن عمر, هي القول بأن المبعوث الأنيق والتحيف ليس خصما ولا يشكل خصما لأحد, وإنما هم الأطراف اليمنية في موفمبيك. حسنا, لكن بن عمر هو المكلف بالتحكيم والمنوط به ضمان عدم الانحراف عن نص وجدول الاتفاق... كان هو لسوء الحظ أول من مرر أول انتهاك صريح وخطير لنص في الاتفاق السياسي! وهو نفسه من يتولى الآن التفسير نيابة عن لجنة التفسير التي أجهضت في رحم الانتقالية, ومن قبل أن تصير علقة فلجنة تفسير! عندما يقول المبعوث الأممي إن الانتقالية التي مدتها عامين بحسب المبادرة وآليتها, لا تنتهي بعد عامين. فماذا يكون هذا إن لم يكن خصما ومغالطا كبيرا مع الإقرار بكونه أنيقا, لا مشاحة في هذا؟؟ ,,, ما يتحدد بناء على هذا النقاش والسجال, هو مستقبل ومصير بلد وشعب وليس فقط وليمة موفمبيك. مداهنة وتملق المغالط الأممي تساوي خيانة وطنية كبرى. ولا توجد صفة أو منطقة أخرى وسط بين صادق وكاذب, أمين وخائن, أبيض وأسود. رغما عن أنف النفاق المليح والتملق المريب جدا في هذه اللحظات الحاسمة حيث ينكتب مستقبل بلد لا ينبغي أن يضاع في سبيل تأمين مستقبل السماسرة, أولاد الذين....., على اختلاف ألوانهم وكروشهم الوطنية العليا!!