يا امي وانتِ في منتجعك هناك في القمة .. مطوقة بالمشاقر والكفن المغزول من عشب ربوة " الاهداف" المرصع بالرمان والبلس ، المزخرف بسنابل " العلان" التي بذرتيها . يا امي " وسّحي " قليلا كي تنزلق الصخرة التي تنتعلينها .. اقذفي بها فوق جمجمة اولاد واحفاد ذلك الذي كان يكتب التمائم لبقرتنا فيفوز بسمنها ولبنها ويمضغ الدجاجة التي كانت تبيض لي كل يوم .. ذلك اللعين يا امي لازال يكتب تمائم وعزائم للناس فيصابون بجنون البقر وانفلونزا الدجاج والخنازير.. لازال يمارس الاعيبه اللعينه ... كان يومها يسحر ويدجل بصوته المبحوح الأجش .. صار اليوم يا امي بمايكروفونات وتلفزة ومنابر وصحف .. ذلك المومياء لازال يتحرك ومعه ضحاياه نهضوا من المقابر للمدارس والكهوف والاقبية فيملأوا الارض وباء .. قبل النوم في كل ليلة اشاهدك يا امي وفي عينيك اسئلة .. لماذا هذا الكائن يحاول كل مرة ان يجفف حلوق اولادي ؟ لماذا عينه على السمن واللبن وبيضات أمين ابني ؟ الذي ربى الدجاج ..؟ لكنك يا امي كنتي ترمي له ببعض منها خوفا من عينيه " المرّاعة " كنت اعرف عظمتك حينما تقومين بتلك الحركة . لكن غيرك من النسوة كان يأخذ كل شي منهن .. كان اولادهن رفاقي يبكون ويلعنون جسد ذلك الوغد القبيح حين يظهر في الليل" كالعكش" او الثعلب الاجرب " ليقش " كل شي .. اشتم رائحتك العطرة صبحا ومساء يا امي فآنسى عفونة ذلك الكائن بجسده النتن .. كنتي قد تعوذتي منه قبل غفوتك الاخيرة وقبل ان نزفك الى قمتك الابدية فغاب من القرية ولم يأتِ مرة اخرى .لكنه اليوم يمارس تلك الملعنة في العواصم يمرق كالسهم الى رؤوس الساسة قادة الاحزاب والضباط والمشائخ والتجار المغفلين ! جعبته تلك اتسعت وآكمام جلبابه توسعت ايضا وصارت لحيته عند قدميه متوج ببرميل كبير من النفط وكرشه المليئ بالجمام اصبح خارطة تنبعث منها عفونة ادّت الى دوخان وصرع اصاب الجميع . علاقته كبرت ٫ خطابه عادة يدعو الى فناء الانسان والحيوان كعادته يكره الورد والاشجار والالحان وأي اخضرار .. صار عالم من قبح لا يوصف .. بعد مغادرتي القرية الى المدينة يا امي الحبيبة تعلمت وتفننت وتزوجت وخلفت وصار لي احفاد لو تعرفي يا امي كم من الشقاء ابذل .. اجمع اولادي واحفادي واحتضنهم بين اجنحتي كدجاجتنا المبقبقة التي تضع صيصانها تحت جناحيها خوفا من " الحدّاية "او "الصرور" كل هذا خوفا من هذا الكائن الدجّال .. انتي يا امي تعرفين ان ابنك أمين واخوته محصنين من الشعوذات بفضل تطعيمك لنا ضد اوبئة ذلك الكائن الدجال ونسله لكننا يا أمي خائفون على ذريّتنا من وباء ذلك الوغد القبيح . . لذلك سنعود الى القرية هروبا من المدن الموبوئة .. اليك سنلجأ عند قدميك سنسكن مستأنسين طائعين ومعنا ذريتنا واحفادنا الى ان تتحرر مدننا من وباء ذلك الوغد القبيح .. كل الدهور وانتي احلى مزدانة بالبهاء يا امي الحبيبة الاهداف : ربوة كثيفة العشب في قريتنا" القشعي" العكش: حيوان ليلي يتسلل الى اماكن الابقار ليشرب حليبها ويآكل صغار الدجاج ليقشّ: ليجمع اكبر كمّ