قد يبدوا للوهلة الأولى أن المؤتمر الصحفي الذي حضره كبار رجال الأمن في اليمن وتم فيه توجيه الاتهام لإيران في قضية الأسحلة المهربة موقف شاذ من قبل اليمن في مواجهة وتوتير الأجواء مع إيران. إلا أن المطلع على حقيقة الصراع الدولي وما يجري في كواليس السياسة الدولية لا يراه مطلقاً موقف شاذ أو مستغرب فهناك ترتيب للأوراق في كواليس السياسة الدولية قبل حوار واشنطن مع طهران في كازاخستان ولابد من فرض الشروط والشروط المقابلة وتجميع أوراق أخرى حتى تحين لحظة الصفقة، وتسوية الملعب التفاوضي وما هي ملفاته وحدوده. ما الدليل على ذلك؟ لنرفع رؤسنا قليلاً ونرى خارج الحدود اليمنية بتمعن في مسارات الأزمات الشرق أوسطية وأين تصب الوفود وأين تجري الصفقات (سوريا، لبنان، البحرين، اليمن، العراق) وغيرها من الملفات ما هو العامل المشترك فيها هو صراع إيراني – روسي من جهة إمريكي – تركي - خليجي (سعودي، قطري) من جهة أخرى. يبدو أن هناك صفقة ترتب ومن مستلزمات إجراء الصفقة إحراج الخصوم في ملفات يعتقدون أنهم ممسكون بها، وتحديد نطاقات تحركهم والملفات المسموح التفاوض حولها والغير مسموح تخطيها، لنرى. -إعلان بلغاريا اتهام حزب الله اللبناني بانفجار بوغارس بعد ما يقارب الشهرين من وقوعه وقبل حتى الانتهاء من التحقيق ونعرف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ضغطت بقوة هي وإسرائيل نحو توجيه الاتهام نحو حزب الله اللبناني منذ لحظة وقوع الانفجار. - عقد مؤتمر صحفي وإرسال رسالة لمجلس الأمن الدولي لمعاقبة إيران لإرسالها أسلحة لليمن وقد رحبت الخارجية الإمريكية برسالة اليمن عبر بيان رسمي رغم أن التحقيق لم ينتهي ولم تثبت أي شيء لحد الآن فما سر الاستعجال. - ذهاب علي السلمان أمين عام حركة الوفاق البحرينيةلموسكو وعقد مباحثات مع المسئولين الروس كما عقد سفير البحرين نفس المحادثات مع نفس المسئولين. - ذهاب معاذ الخطيب زعيم المعارضة السورية إلى موسكو في القريب العاجل والتقاءه مع وزير الخارجية الروسي والإيراني في ميونيخ الالمانية قبل أسبوع. - زيارة وزير الخارجية الإيرانيلموسكو متزامناً مع الوفد البحريني والحراك السوري نحوها. - إعلان جون كيري وزير الخارجية الإمريكي استعداد واشنطن للحوار مع طهران وأن الكرة أصبحت في ملعب إيران الآن، والذي قابله ترحيب وزير الخارجية الإيراني بتعيين جون كيري وزيراً للخارجية الإمريكية وإمكانية التحاور مع واشنطن ورد التحية بمثلها. - تحريك المعارضة السنية في العراق ضد نوري المالكي المحسوب تلقائياً على إيران ومحاولة أسقاطة في الشارع. - حديث الرئيس التركي عن أن الوضع في سوريا سيطول واجتماع الثلاثية القوية في الشرق الأوسط (تركيا – إيران – مصر) لمناقشة الوضع السوري وإمكانية حله. كل هذه المؤشرات لا يوجد عامل مشترك بينها سوى (أمريكا – إيران) في محاولة واضحة وليست خافية لتحديد وتحجيم نفوذ كل دولة على الدول الأخرى والغريب أن هذه الدول ترمي بكروتها في أيدي الدول الكبرى لكي تتفاوض عليها لا لها، استغل الوسيط الروسي هذا الصراع ودخل على الخط معيداً نفوذ كان قد خسره بعد الحرب الباردة. لذا لا داعي للاستغراب بأن هناك حملة إعلامية منظمة ضد إيران في اليمن فهذه الحملة ليست في اليمن وحدها بل في أوروبا وأمريكا ودول الخليج، بل يجب الاستغراب من أن المشتركين في الحملة سيكونون جوائز ترضية عند تقاسم النفوذ بين المتصارعين وسيخرجون من المولد بلا حمص كما أثبتت الصفقات السابقة (أفغانستان، العراق). - Abdulmalik Eissa, فيسبوك