إذا عطست تعز أصيب اليمن بالزكام.. تلك حقيقة.. تعز التي احتضنت الحركات الوطنية وهي المدينة التي على جغرافيتها نشأت وترعرعت الدولة الرسولية التي كانت أنموذجاً للمشروع النهضوي، ومآثرها لا تزال شاهد عيان حتى اليوم. تعز، التي كانت تمثل الأنموذج الحضاري للنضال السلمي، تحولت اليوم إلى ميدان صراع، وما نخشاه على هذه المدينة أن تتحول إلى قبيلة جديدة متخلفة بسبب صادق علي سرحان وحمود المخلافي والسامعي الذين يحاكون أنموذج علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر وربما يقضون على تعز المدنية. فالرؤوس بهذه المدينة لا شيء برؤوسهم سوى محاكاة النماذج المماثلة أمامهم: اللواء الأحمر والشيخ حميد الأحمر. فعل يناقض طبيعة تعز التي كانت ملاذاً للأحلام، لكنها اليوم بعد وصولها إلى مرحلة النضج والتيبس أنضجت من يحاكون نماذج متخلفة ورؤوساً صارت أدوات بأياد خفية بصنعاء.. إنها تدفع فاتورة المشروع المدني الذي يتناقض وطبيعة القوى التقليدية (قبلية، عسكرية، إسلاموية)، لذا لزم إغراقها بالفوضى لمسخ مدنيتها وتحويلها إلى قبيلة جديدة متخلفة.. الجيش الالكتروني يعاود الحرب لوحظ تجييش كتائب الجيش الالكتروني في الحملة الظالمة ضد محافظ تعز. حيث عاودت كتائب الجيش الالكتروني، التي كانت قد سرحت بعد التسوية السياسية لتعاود نشاطها ضد محافظ تعز في الفيس بوك والمواقع الالكترونية.. الحملة المسعورة في أوجها.. فهل يعني أن الإخوان قرروا إسقاط محافظ تعز بكل ذلك القرف الإعلامي وغزوات (نهب المركبات التابعة لمجموعة هائل) لإجبار المحافظ شوقي هائل على الاستقالة؟! * صحيفة المنتصف