فشل فريق العدالة الانتقالية المنبثق عن مؤتمر الحوار الوطني - والذي قام بزيارة إلى محافظة تعز - في توفير أجواء مناسبة وتأمين لقاءات لعدد من الأشخاص الذين تعرضوا للانتهاكات من قبل الميليشيا المسلحة التابعة لحزب الإصلاح والتي مارست القتل وإحراق المنازل واحتلال المكاتب الحكومية، ورضخ للإرهاب الفكري الذي مارسته العناصر المتطرفة في أحزاب اللقاء المشترك في فندق "السعيد" ضد مواطنين فقدوا أبناءهم وإخوانهم وأحرقت ونهبت منازلهم. الشيخ عبد الرزاق الخليدي قال ل"المنتصف" انه تم التواصل معه من قبل منسق الفريق بعد تقديمه طلباً بتخصيص موعد له لعرض قضيته وحدد منسق الفريق صباح يوم الاثنين موعداً لحضوره وانتظر في بهو الفندق حتى انتهى الفريق من اللقاءات المبرمجة وبعد دخولنا إلى قاعة اللقاءات وجلوسنا بانتظار الوقت المناسب للحديث إذ بأحد عناصر الإصلاح، ويدعى صادق خالد، يتلفظ علينا بألفاظ مسيئة ويطالب بإخراجنا من القاعة وسط صمت اللجنة وعدم ردها على العناصر التي أثارت الفوضى وعرقلت عملها واستسلمت اللجنة للإرهاب الفكري لتلك العناصر وبدلاً من أن تطلب من الأمن إخراجها من القاعة طلبت منا الخروج في موقف مخز ولا يرتقي إلى مستوى المسئولية على أن يحدد لنا لقاء في اليوم الثاني. عضوة في اللجنة قالت لي: غداً نوجه لك دعوة رسمية مع عشرة أشخاص على الرغم من أن عدد المتضررين 63 شخصاً بيد اللجنة كشوف ووثائق تبين طبيعة كل انتهاك.. بعد ذلك سمعتها تتحدث مع أحد الأشخاص أنها تريد منه تجميع 50 شاباً من شباب الساحة على أن يكون 90% منهم ناصريين ليحضروا معي اللقاء في اليوم الثاني.. بدورنا – يقول الشيخ الخليدي - أجرينا اتصالات مع كل الأطراف بمن فيهم الزعيم علي عبدالله صالح ومكتب رئيس الجمهورية والأمانة العامة لمؤتمر الحوار لأننا شعرنا أن هناك مؤامرة جديدة ومحاولة أخرى لتمييع قضيتنا وهو ما شكل عامل ضغط كبير على الفريق فرضخوا للالتزام بالموعد المحدد وتجنبوا عمل مشكلة جديدة. وأشار الخليدي إلى أنه وفي اليوم الثاني وعقب دخولنا القاعة ومعي 33 شخصاً من المتضررين جلسنا وأعلنا الإضراب عن الكلام حتى تقدم اللجنة اعتذاراً عن ما بدر منها في اليوم الأول وفعلاً رضخت اللجنة لمطلبنا واعتذرت عمّا حصل يوم الاثنين وهذا موثق، وطرحنا ما عندنا وسلمنا ملفات ووثائق تدين قادة المليشيا المسلحة والانتهاكات التي قامت بها مع توثيق ذلك صوراً وفيديو. وأضاف الخليدي أن أبناء تعز يعرفون جميعاً حجم الانتهاكات التي تعرضت لها ومقتل ابني وابن أخي ويعرفون البشاعة التي تمت بها تصفية ابني وهو جريح ينزف ومنعهم إسعافه بعد أن قاموا باقتحام منزلي وإحراقه ونهب السيارات والوثائق والأموال الخاصة بي، في موقف يعيدنا إلى تاريخ الجاهلية التي كانت القبائل تستبيح أموال الناس وأعراضها، لا لشيء إلا للفيد. وقال الخليدي: ومع ذلك كنا على استعداد لتجاوز الماضي من أجل تعز ومن أجل أمنها واستقرارها، لكن للأسف هؤلاء لا يريدون لها الخير ويعملون على استمرار الفوضى ودفع الآخرين للرد على أعمالهم، لكننا ومن أجل محافظتنا لن نمكنهم من تنفيذ مخططاتهم.. وأشار إلى أن رئيس الوزراء وجه محافظ تعز بدفع التعويضات المقررة لنا بموجب ما أقرته اللجان المشكلة إلا أنه المحافظ لم يسلم لنا شيئاً حتى الآن رغم مرور أكثر من 8 أشهر على التوجيه معتذراً بأن وزارة المالية لم تعزز بأي مبلغ، في الوقت الذي نعلم تماماً أن أمين العاصمة لم يتسلم منصبه إلا بعد أن سلمت وزارة المالية 50% من التعويضات المقررة للضحايا في صنعاء، وفي نفس الوقت سلمت وزارة المالية التعويضات المقررة للجرحى وأسر الشهداء إلى "مؤسسة وفاء" التابعة لحزب الإصلاح والتي بدورها قصرت التعويضات على عناصر حزبها، بينما بقية الشهداء والجرحى من المواطنين الذين لاينتمون لذلك الحزب، وهم الأغلبية العظمى، لم يصلهم شيء. وعلمت "المنتصف" من مصادر مقربة من العقيد أحمد عبده سيف أن اتصالاً وصل إلى أحد أبنائه يهدده بتصفية والده إذا حضر إلى لقاء فريق العدالة الانتقالية لعرض قضيته بعد أن كانت عناصر الإصلاح قد قامت بطرده من قاعة الاجتماعات وسط تخاذل مريب من فريق العدالة الانتقالية. الجدير ذكره أن العقيد أحمد عبده سيف تعرض للاختطاف في منطقة "بيرباشا" من قبل مليشيا صادق سرحان وظل مختطفاً أكثر من 5 أشهر حتى تم إطلاقه من قبل اللجنة العسكرية التي نزلت إلى تعز عقب التوقيع على المبادرة الخليجية. * عن: صحيفة المنتصف