"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" النبي الأكرم محمد، "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن سعوهم بأخلاقكم", علي بن أبي طالب. هي تجارب الأخرين نتعلم منها، تبدأ المفارقات في أي رحلة نخوضها خارج اليمن منذ صعود الطائرة في مطار خارجي، حيث لا ازدحام ولا مسابقة على المقاعد، الهدوء التام يعم الطائرة رغم طول الرحلة (9 ساعات طيران) وعند هبوطها يلتزم الجميع مقاعدهم حتى تفتح الأبواب وتستقر الطائرة عند بوابة الدخول للمطار. رائحة المطارات مختلفة، حماماتها نظيفة بشكل لا يصدق، لا تجد شائبة الا نادراً، أي سلوك شاذ منك تنتبه له قبل الأخرين لأن الجميع ملتزم بقواعد وأداب السلوك تجاه الأخرين. لن أتحدث عن تجاربنا في رحلاتنا فكلنا نعرفها ولا أحدث عن ضخامة الانشاءات لديهم وضاءلتها لدينا وإنما عن سلوك بشر مثلنا، في الطائرة لا تسمع حتى الهمس فهم مشغولون بقراءة الكتب أو الاستفادة من وقت الطيران في إجراء بعض الأعمال الخاصة بهم، بينما نحن نبحلق في وجوههم ببلاهة لا ندري كيف نقضي هذا الوقت الثقيل على قلوبنا. في المطعم لا يترك أي أحد مخلفاته وراءه يأخذ كل شيء من على الطاولة ويعيدها إلى حيث يجب أن تكون رغم ذلك قد يترك بقشيشاً للنادل لأنه قادم على خدمته تعبيراً عن الشكر، أما نحن فلا زلنا نعمل بعقلية (واحد شاي يا ليد). لا أتحدث أنا هنا عن السياسة أتحدث عن الثقافة والاخلاق والقيم عندما يطلب منك شخص أي شيء يقول لك شكراً أو لو سمحت نحن بعيدون عنهم سنين ضوئية كثيرة في هذا الجانب. كنت بمطار القاهرة على الطاولة التي بجواري كانت تجلس امراءة اجنبية معاقة تمشي بعصى بصعوبة تنتهي من اكل أي شيء وتعيد البقايا إلى سلة المهملات رغم اعاقتها الجسدية قامت أكثر من خمس مرات لهذا الغرض، بالطاولة الأخرى يوجد مجموعة من الاتراك والعرب لا تتخيلون كيف تركوا الطاولات في فوضى شديدة كل مخلفات الطعام بقيت مكانها بل وبالأرض أتى شخص وراءهم حتى يجلس لم يستطع الجلوس مستغرباً من حال الطاولة. هي انطباعات لا علاقة لها بالسياسة دمتم بخير