ماذا تريدون من تعز؟ لماذا تتعاملون معها كغنيمة حرب يا جماعة الإخوان؟ ومقابل ماذا حصلتم عليها لتصبوا فيها عقدكم وأمراضكم؟
ان إستعراض جماعة الاخوان لكوادرها من حفظة القرآن والحفل التكريمي المصاحب له في شارع جمال أمر مستفز ومحض نفاق.
لقد أرادوا من خلال هذا الحفل إيصال رسالة مفادها تأكيد سيطرتهم الدينية على الأرض، خصوصا بعد أن طردوا من عمران وصنعاء ومركزهم الديني (جامعة الإيمان) وتطهير أراضي الجنوب منهم كان آخرها تطهير شبوة.
إن محاولة أخونة تعز واضفاء الطابع الإخواني على ملامحها، وسلوك شبابها، ومسخهم فكريا وزرع قيم التشدد والإرهاب واستخدام سياسة الاستئثار والاحتواء، أمر في غاية الخطورة.
إن عبثهم الفكري في تعز يظهر بأن من حق الحوثي أن يحافظ على مناطق سيطرته ويحافظ على فكره الشيعي الديني الذي لا يقل سوءا عن غيره متذرعا بعدم تكرار نموذج تعز ومثله المجلس الانتقالي الذي لطالما أثارت مخاوفة من تكرار ما حصل في ظل استفراد الاخوان في تعز بالجماعات المدنية الجنوبية فعملوا على حمايتها من الفيروسات الدينية الدخيلة على المجتمع الجنوبي.
أخطر ما في الأحزاب الدينية المجرمة أنها تمارس دعارتها السياسية ونفاقها ورياءها لاستمالة البسطاء وعاطفتهم مستغلة تعطشهم إلى الدين وجرفهم إلى تيارها. ولو تم نقدها قالوا هذا ضد الدين وذاك يحارب الله.
تعز ليست بحاجة لحفظة القرآن ولا لعلماء الحديث ولا لفقه المضمضة والاستنجاء.. تعز محتاجة لعلماء الطب وخبراء الهندسة، للفن، للأدب، لعلوم تخدم الأمة. تعز محتاجة لمدنيتها المسلوبة، لعلمها الوسطي النقي. تعز محتاجة لرجال وطنيين شرفاء أوفياء.
تعز أقوى المتضررين من الحرب وأكثرهم وجعا تعز. وفي تعز استخدم المتطرفون سيطرتهم على مقدرات تعز ومؤسساتها ونفوذهم العسكري والمدني والقبلي والديني لإحكام القبضة على الفكر وتزييف ادمغة الشباب بفكرهم الديني المقيت.
كمية السب والشتم والقدح والذم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لمنتقدي حفلهم الاستعراضي تعدت حدود الأدب وفاقت الوقاحة وتعدتها بمراحل.
ووضع كل معارض لتصرفاتهم الرعناء في خانة الضد للقرآن يريدون من خلاله حشرهم في زاوية الدين، ليكون أمامهم طريقان: إما الاستسلام لهم أو الكفر بهم وبدينهم.
واخيرا دعوة للحكومة ورئاسة الجمهورية: اعلان تعز محمية مدنية لا دينية ولا قبلية، محافظة على وجهها الجميل وطابعها الثقافي الخاص بها.
