بعد كل الحزبية والانتخابات وتجربة السياسة وتراكماتها وبعد اكثر من مليون خريج جامعي وخمسة ملايين مدرك ومتواصل بالشان السياسي اليمني ومتتبع لشأن العالم . وبفعل الزمن حيث كانت كل الدول او اغلبها حتى منتصف القرن العشرين الأول كانت ممالك وحكومات خاصة بطريقة ما . بعد هذا كله لا يمكن أن تكون في اليمن دولة دينية ، ستظل محاولة قسر للواقع وجره إلى الوهم ، وحتى هذا الأمر الواقع وصلت اليه بقوة وجودك وقدرتك على الاستحواذ وليس بقوة الحديث والوصية . من يستجيب لشروط الدولة بوصفها للجميع وحماية للجميع وملكا للجميع ومعادلة لنشاط وتواجد الجميع سيغلب ، يغلب بوجوده كضرورة ويتلاشى بوجوده كضرر . هناك سلطة أمر واقع وهناك واقع ، وفي كل حالة تاريخية يغلب الواقع ، وفي كل حرب أهلية عبر التاريخ من يتصرف كدولة ولو كان عصابة يمسي دولة ومن يتصرف كعصابة ولو كان دولة سينتهي كعصابة . هناك أقدار ومباغتات وتحولات وبوسعك تخطي قوى ما وظرفا ما ، لكن لا أحد يتخطى المعادلة .