لا تزال مواقع الإخوان، حتى اللحظة، تتداول وتحتفي بما كتبه الدكتور يحيى الشعيبي في حائطه على الفيس بوك.. والتي قصد بها اعترافات عن "أخطاء الماضي وسلبياته وعن ما اقترفه حزب المؤتمر الشعبي"، الذي نسي أنه الحزب الأول والمؤسس للديمقراطية في اليمن.. لقد أسهب الدكتور الشعيبي في كتابته وترتيله المطول.. أكثَرَ من ذكر الماضي وآهاته.. وبالغ في تِعداد الأخطاء.. جدّد أحزان الاشتراكي، ونسي أو تناسى شراكته مع المؤتمر وأيضاً الإصلاح في السلطة. نسب الأخطاء كلها للمؤتمر. ولكل ما سبق ذكره، وددت أن أقول لك هذا الكلام وعبر الوسيلة نفسها التي أطلقت فيها كلامك: اعترافاتك جميلة يا وزير التعليم العالي المستقيل..!! ولكن، ليتها كانت في اجتماع لجنة عامة المؤتمر وليس عبر رسالة فيسبوكية لأصدِّقك وقد أٌقبِّل جبينك، حينها؛ لأنك لو فعلت ذلك، سأكون مؤمناً بحبك للحزب، وخوفك وحرصك عليه، ونصحك على أن يظل ذلك البناء المرصوص قوياً مترابطاً ومتماسكاً وهَرَمَاً عملاقاً لم ولن تنال منه أو تطاله الكائنات الانهزامية، بإذن الله.. أما أن تعلنها خطبة فيسبوكية مطولة، وتظن نفسك ناصحاً، فأنت مخطئ.. ليست المشكلة في كتابتك وأطروحاتك ولا انتقادك... ولكن المشكلة تمكن في أن يتم تداولها ومناقشتها مباشرة وعلى هواء الفيس بوك والمواقع الإعلامية وما يتبع ذلك من تعليقات!! لن أتكهن وأقول إنك رمت من كلامك هذا البحث عن منصب رفيع أو أن يُدرج اسمك في قائمة قرارات هادي.. هناك الكثير الذين يتفننون وربما ينفقون على كُتَّاب وأقلام تكيل المديح لهادي الذي لم يستطع، حتى اللحظة، تحقيق أي نجاح عدا عن كونه سبباً في دمار وخراب العديد من محافظات ومدن بلدنا الحبيب، بسماحه للطائرات اليمنية الحديثة والأمريكية من دون طيار أن تضرب وبحرية تامة في كل من مأرب والبيضاء ورداع وشبوة وحضرموت والجوف وعمران.. سأقول إن نيتك حسنة وأنك صادق مخلصٌ في كلامك.. وللبعد الذي بيننا كتبت ما كتبته وقلت ما قلته.. سترجع عمَّا قريب إلى البلاد وستحضر، حتماً، اجتماعات المؤتمر.. اطرح كلامك وكل أطروحاتك وقل ما تشاء وكيفما تشاء ما دمنا في اجتماعات حزبنا. أخيراً.. لابد أن تعترف أن حكومة الوفاق، التي كنت أحد أعضائها، قد فشلت وأنها فاشلة وأن السبب الأول والأخير لتقديمك استقالتك هو ذلك الفشل الذي لمسته.. وفي المقابل، عليك أن تعترف أن هادي لم يكن إلا أداة في أيادي الغرب ومبعوثهم الدولي بنعمر وأن اليمن الآن أصبحت تحت الوصاية..! إن كنت تود من مدحك هادي ومجاملته الحصول على ما تشاء، فليكن.. ولكن ليس على حساب صالح.. الذي يحظى بحب السواد الأعظم من اليمنيين.