قال القيادي في الحراك الجنوبي السلمي بحضرموت الأستاذ ناصر باقزقوز: إن الهبة الشعبية حقوقية ولا تطالب باستعادة الدولة.. ساندها الحراك الجنوبي وانقض عليها الإصلاح للسيطرة عليها.. وأوضح أن الإخوان يخوضون مواجهة ضد المحافظ لإقالته والسيطرة على المحافظة وأن مدير أمن المحافظة متواطئ مع القاعدة، بالإضافة لتفاصيل أخرى... فإلى الحصيلة: حاوره/ عبد الرحمن المحمدي آخر المستجدات والتطورات في حضرموت؟ - الهبة مستمرة والسلطة المركزية مازالت ترفض تنفيذ أي بند من مطالب حلف قبائل حضرموت.. بل قامت بجلب تعزيزات عسكرية لاستخدام القوة ضد أبناء المحافظة. الأمور إلى الأسوأ، والعنف لن يولد إلا عنفاً، في ظل هذه القوة والتضليل الإعلامي للرأي العام، حيث يقولون إنهم مع مطالب أبناء حضرموت، فيما الواقع لم تنفذ أي شيء من المطالب الحقوقية لتحالف قبائل حضرموت. إلى أين تمضي الأحداث هناك؟ - ظهر عقلاء للتفاهم مع العلم أن مطالب التحالف واضحة تتمثل بتوظيف أبنائهم وإزالة النقاط وتبديلهم من أبناء حضرموت المنضوين بالجيش أو الأمن. لكن الرئيس هادي وجه بتنفيذ تلك المطالب وتم التنفيذ؟ - هذا كلام في الإعلام فقط، لكن في الواقع يرسل تعزيزات عسكرية وطائرات لقتل المواطنين العزل. أشرت للقاعدة.. ما مدى حضوره في حضرموت سيما وهو يواصل قتل الجنود ومهاجمة المعسكرات والنقاط والدوريات.. ما خطورة ذلك؟ - ليس للقاعدة أي علاقة بالهبة الشعبية.. تنظيم القاعدة يستهدف العسكريين كونه ينظر لهم بمنظار المساندين والمعاونين للكفار ضد المسلمين وهو ينظر للعسكريين نظرة مختلفة عكس منظور الهبة أو الحراك. تنظيم القاعدة يستهدف العسكريين من أجل قتلهم لإقامة مشروع الخلافة. هل اتسع وتمدد بشكل كبير؟ - اتسع بسبب الانفلات الأمني الخطير، وهذا يرجع لمدير أمن المحافظة المتشدد سعد الحريز، وحكومة الوفاق دفعت به للتربع بهذا المنصب الحساس، أمن حضرموت. وهو مدير فاشل لم يقم بأي توجه لملاحقة القاعدة. عشر عمليات استهدفت الجنود والضباط والنقاط فيما هو لم يحرك ساكناً، لم يقدم متهماً واحداً أو يكشف قضية واحدة. نفهم من كلامك أنك تتهم مدير الأمن بالتواطؤ؟ - أنا أتهمه.. هو متواطئ بعجزه عن ملاحقتهم أو مواجهتهم أو القبض عليهم.. هناك مشكلة الآن في الشحر التي تتواجد فيها القاعدة.. مدير الأمن يشن حملة في الإعلام ضد الجيش، يريد طردهم ويطالب بنقلهم، متجاهلاً الوضع، وأن الجيش جاء ليحمي الشحر من عناصر القاعدة.. ماذا يعني هذا؟! ما أسباب هذا التوجه ضد الجيش من مؤسسة الأمن؟ - أرى أن مدير الأمن، في حضرموت الساحل بالذات، معه هدف استراتيجي عدم ملاحقة عناصر القاعدة.. والجيش لديه هدف رئيس لمواجهة القاعدة. لذا يبقى هو عرضة للضربات المتواصلة، ومراكز الشرطة ما فيش أحد فيها.. هذا يشعرنا بتواطؤ مع سبق الإصرار والترصد.. عدد كبير من الضباط قضوا ولم يحقق في تلك القضايا.. قُتل عمر بارشيد وآخرون من الضباط في الجيش والشرطة.. ومدير الأمن لم يفتح تحقيقاً ولم يضبط جانياً. هذا استهداف خطير للقيادات العسكرية وأفرادها؟ - القاعدة يستهدفهم، ولا يفرق بين ضابط شمالي أو جنوبي أو حضرمي، هو يقتلفقط. قتل أحمد عبدالرزاق وهو من المحافظات الشمالية وقتل العميسي في الدفاع الجوي وهو جنوبي، تنظيم القاعدة يقتل ولا يستثني أحداً. الهبة تتنازعها عدة مكونات وقوى كالتحالف والحراك والعصبة الحضرمية.. إلى ماذا سيفضي ذلك برأيك؟ - الحراك السلمي لديه مطالب سياسية وحقوقية، المطالب السياسية هي استعادة الدولة وعندما انتفض أبناء القبائل وهم منتمون للحراك من أجل حقوقهم، وهنا كان على الحراك الجنوبي تبني هذه المطالب الحقوقية لقبائل حضرموت وأعلنوا تحالفهم مع التحالف. لكن هناك خلاف بينهم وهذا صار معلوماً؟ - صحيح هناك خلاف، وأنا أتهم حزب الإصلاح بالوقوف خلفه.. حيث دفع بعناصره إلى اللجان الميدانية وهي من تعمل على تكريس الخلافات والتباينات بين المكونات، مرة نحو العصبة ومرة نحو الحراك ومرة نحو التحالف.. فيما الحقيقة أن التحالف والحراك والعصبة هم من أبناء حضرموت ومطالب أبناء تحالف القبائل حددها ببيان: رفع النقاط وإحلال عناصر فيها من أبناء حضرموت، وتوظيف أبناء حضرموت في الشركات النفطية؛ لأنه ليس عدلاً أن تكون هذه الثروات عندنا ولا نستفيد منها سوى الأمراض والأوبئة الفتاكة.. علماً أن القبائل لم ترفع شعار استعادة الدولة والحراك دخل معهم لدعمهم في هذه المطالب الحقوقية فيما الإصلاح دخل بطريقه لتقسيم هذه الانتفاضة. ومعروف أن الإخوان لديهم مشروع واضح هو مشروع الخلافة واستعرض أمثلة من هذا التدخل.. مثلاً صلاح باتيس، القيادي الإصلاحي، أول يوم الهبة قال نعلق عضويتنا في الحوار الوطني تضامناً مع حضرموت وتبعه كثير من أبناء حضرموت المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، وبعد أيام نفاجأ بعودته لمؤتمر الحوار.. والناس ليسوا كلهم مثله. كما أن الإعلام يركز على الحرائق وأفعال السوء ويلصقها بالهبة فيما مكونات أخرى هي التي تقف خلفها. ما هي هذه المكونات؟ - هناك "عدن لايف" تقول إن الهبة تريد الاستقلال، وهذا غير صحيح.. تلك عناصر من تيار البيض تروج أن الهبة تريد التحرير والاستقلال، وهذا محض افتراء.. الهبة لديها مطالب حقوقية واضحة تم كشفها ببيان وطرحها على الرئيس هادي، وهناك ناس متطرفون موجودون وسط الحراك.. والسلفيين والإخوان خارج لهم مسارات وأجندة خاصة.. قبل يومين تم تفجير أنبوب النفط.. والجيش بدلاً من القيام بملاحقة الفاعلين قام بقصف القرى.. البعض يحاول تجيير مطالب الهبة وتسييرها على أنها مقاومة جنوبية وهذا ليس صحيحاً. صحيح تتنازعها العصبة والحراك والإصلاح، والكل يريد السيطرة عليها، لكن تحالف القبائل موحد ومطالبهم حقوقية لا علاقة لها بالسياسة وتسعى لتحقيقها. تم اعتماد مشروع الإقليم الشرقي وهو ضمن ما تم الاتفاق عليه بمؤتمر الحوار.. ما مدى قبول الشارع الحضرمي بهذا المشروع؟ - الشارع الحضرمي ليس مع الإقليم الشرقي، الذين مع الإقليم الشرقي هم مجموعة في مؤتمر الحوار من الإصلاح والمؤتمر فقط.. نحن نطالب بالجنوب. ومن يسعى للإقليم الشرقي يريد خلق اقتتال بين الجنوبيين، وهذا على ما يبدو هو أهم مخرجات الحوار. صلاح باتيس ومسعد بازياد هما وراء هذا ويروجان لمشروع الإقليم ومعهما قناة "سهيل" وصحف الإصلاح.. لكن أبناء حضرموت لديهم مطلب أن الجنوب يحكم من قبل أبنائه، وبالنسبة للدولة نحن سنتفق عليها. مشروع الإقليم الشرقي، هو مشروع الإصلاح بهدف خلق الاقتتال الداخلي بيننا في الجنوب. من يقف خلف القتل الذي تشهده حضرموت؟ - أنا أتهم القاعدة.. وليس للحراك الجنوبي أي علاقة بأي عمل مسلح.. نحن حراك سلمي ومن انتهج غير هذا فهو ينتهج لنفسه خطاً مناقضاً لحراكنا السلمي. لكن هذه الأفعال والتصرفات تسيئ للحراك وللقبائل ولحضرموت السلمية؟ - في حضرموت يوجد خلط أوراق يختلفون بصنعاء ويتقاتلون بحضرموت. مثلاً مقتل الشيخ بن حبريش هذا الشخص العاقل والحكيم ليس معه أي مشكلة مع السلطة، وقتلته أرادوا الفتنة، والنقطة التي قُتل فيها استحدثت قبل (6) أيام من مقتله. هذا يكشف المؤامرة القذرة للزج بحضرموت إلى العنف. وأمام خلط الأوراق السلفيون يريدون منع القات والخمر.. إلخ، وهناك من لديهم أجندة خارجية يريدون جر الحراك لصراع مسلح، ما يكشف خلط الأوراق هو عند تفجير أي نقطة.. القاعدة يقولون نحن.. وتيار البيض يقول نحن. لكن الدولة ليست موجودة.. الأمن غير موجود في حضرموت، وهذا ما جعل خلط الأوراق أكثر تعقيداً وغموضاً. الحراك ضد فصل حضرموت عن الجنوب.. لكن الأقاليم مشروع ناجز؟ الإقليم الشرقي مشروع في الإعلام الإصلاحي فقط، لكن لا وجود له في الواقع الفعلي، لا توجد مسيرة واحدة خرجت تقول هذا إقليم شرقي ولا ندوة.. هو فقط في الفيس بوك ومواقع الإصلاح، أما في الواقع فغير موجود. حضرموت جزء من الجنوب.. وأبناء المهرة لا يريدون إقليماً شرقياً.. وآل شبوة لا يريدون إقليماً شرقياً.. الذي يريدون هذا المشروع هم عناصر الإصلاح والمؤتمر المشاركون في الحوار الوطني، غيرهم لا أحد يريد إقليماً شرقياً.. من يريدون إقليماً شرقياً هدفهم فصل الجنوب لتقاسم الحكم فيه، وهذه سياسة بريطانية خبيثة. في ظل هذا الوضع.. كيف تقرأ المستقبل؟ - تمتلك حضرموت عقلاء وهم صمام أمان. أبناء حضرموت هم من يحمون أنفسهم.. مدير أمن حضرموت في أول أيام الهبة الشعبية أعطى توجيهات بإخلاء كل مرافق الشرطة، ورغم هذا خرجت الهبة بسلام وكان يراد لها أن تنزلق للفوضى والعنف. هؤلاء يريدون الفوضى من وراء انفلاتهم الأمني. الآن حزب الإصلاح بدعم من باسندوة أعطى الكثير من مناصب مديري عموم للإصلاحيين، لكن محافظ حضرموت يقف حجر عثرة أمام فرض سيطرتهم، لذلك تجد الإصلاح يتجه لسيناريوهات لإرباكه بمشاكل وفوضى ويخدمون الانفلات الأمني ليصلوا لتحقيق هدفهم بإقالة المحافظ، همهم كرسي المحافظ ويسعون وراءه للسيطرة عليه. ما الهدف من السيطرة برأيك؟ - سيطرتهم على منصب المحافظ يعني إسقاط المحافظة بأيديهم خصوصاً وأنهم مسيطرون على معظم المناصب الإدارية بالمحافظة. باسندوة ملكهم الدوائر الحكومية وجاب أسوأ العناصر.. إذا نجحوا في إقالة المحافظ يعني سيطرتهم التامة على حضرموت. حصار الشركات...؟ - الشركات الأجنبية ليسوا أعداءنا..هم أبناؤنا، لاعلاقة لهم بالصراع، لكن فرض التحالف حصار المؤون. هذا حصار مميت؟ لا.. للعلم كان مسئولو التحالف قد التقوا بمسؤول أمريكي وقال لهم لماذا هذا السلوك؟ قالوا له نحن غير مستفيدين من هذه الثروات ولدينا كشف بمرضى السرطانات جراء نفايات هذه الشركات.. كما أن أبناءنا ليسوا موظفين فيها، وأرضنا ممنوعين من التنقل فيها.. فهل يبقى النفط تحت الأرض لأننا غير مستفيدين منه. لكنه قد تم تعيين المسؤول الأمني للشركات من أبناء حضرموت؟ هذه ليست المشكلة، كل الخدمات يستفيد منها المتنفذون حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر والضراب وعصابته. المسألة كيف تعطي الوظيفة والصلاحية؟ وليس تعين شخص وتحاصره بالصلاحيات. فمثلاً النقطة التي قتل بها بن حبريش، قال الجنود حسبناه من القاعدة، لكن هذا لم يكن ليحدث إذا الجنود من أبناء حضرموت كانوا سيعرفون موقع وحجم الرجل ولن تقع مثل هذه الكوارث. ونحن لا نريد استبدال جيش شعبي بدل الحكومة، نريد أمن من أبناء المحافظة وهذا تحت سيطرة الدولة لأنهم أدرى بشعابها. حتى تنظيم القاعدة لن يتجرأ عندها على استهداف النقاط التي ينتشر بها جنود من أبناء المحافظة؛ لأنه إن فعل فسيثير على نفسه كل قبائل حضرموت، وما حصل من تعيين في حماية الشركات لم يقوض نفوذ القوى التقليدية النافذة، وهذه القوى هي من تدفع إلى العنف.. والعنف يولد عنفاً مضاداً.. بالأمس انفجر أنبوب النفط الذي يمشي من تحت أرجلنا وإذا بوزير الدفاع يعلن بأنه سيضرب بيد من حديد، من سيضرب هذا؟ لماذا لا يسمعون لمطالبنا الحقوقية؟ هذا الوزير صامت إزاء القبائل المسلحة في حاشد وصعدة وعمران يتعاملون بالتي هي أحسن فيما في حضرموت السلم، يستأسدون. مع العلم أن السلطة المحلية مستوعبة والشارع أيضاً، لكن هناك قوى متنفذة مستفيدة وهي من تعرقل تحقيق المطالب وتعمل على إذكاء الصراع. كلمة أخيرة؟ - حضرموت، من الظلم أن يُقتل أبناؤها بيد القاعدة أو الجيش أو الانفلات الأمني.. حضرموت قدمت من أجل الوطن ومازالت، ولا تستحق العنف والسحق، وتحالف القبائل يريد حقوقاً وليس استعادة الدولة، فلماذا لا يمنحونه حقوقه، يكفي كذباً ولجان زور.. من عينوه قائداً لحماية الشركات يقول إنه بلا صلاحيات والقوى التقليدية تسيطر على كل شيء، وعلى هذه القوى رفع يدها عن حضرموت. ولحزب الإصلاح.. أنت العدو الحقيقي لحضرموت وأبنائها.. أنت من صرفت المدارس والشواطئ لمتنفذيك.. وأنت من تشتري الذمم وتسعى للمشروع الشرقي للدفع بأبناء المحافظة للاقتتال مع إخوانهم في الجنوب.. أنت تقدم نفسك عبر محسن باصرة أنك الحراك وتقدم نفسك أنك الهبة عبر باتيس.. وأنت من يريد تفجير العنف في حضرموت، فارفعوا أيديكم عن حضرموت وإلا فأنتم أعداؤنا..
