(خط المنتصف) كيف نقنع الرئيس بأشياء كثيرة تسببت في مجملها بهدر سيادة البلاد؟ وأن لا مبرر البتة لبيع سيادتنا الوطنية في أسواق الدعارة الدولية، نحن شعب (ما حيلتناش حاجة غير المبادئ) لم نعد نملك شيئاً نتباهى به أمام الآخرين سوى الكرامة والشرف الوطني، أنهكنا الفقر وأرهقتنا الاختلافات والشقاق وتخلينا عن الاقتصاد والتفكير في بنائه لصالح أن تنعم الأحزاب وسياساتها البلهاء بالرخاء، وليمارسوا هم قبحهم في فضاء منفلت بكل سخف وهمجية. الآن البلاد في قبضة الوصاية الدولية، انتهى الحديث فيما يبدو، نحن هنا فقط نسجل موقفاً ولن يأبه الساسة لإيماءاتنا الحزينة، ولربما أنه لم يعد مجدياً الزعيق والتباكي على السيادة الوطنية وإخضاعها للوصاية الدولية وتغيير طبيعة الدولة اليمنية بوصفات بليدة تعرض الشعب لحالة من التمزيق والشعور بالضياع وفقدان الهوية، لازلنا على اعتلال كبير بفهم السياسة وعلاقتها بالوطن وما يمس بسيادته، ولدينا ساسة غير قادرين على التمييز بين ما هو سياسي وما هو وطني وكيف أنهم يرتكبون حماقات لا تغتفر. انهيار الدولة تدريجياً وعلى هذا النحو مقرف، والوصول بالسيادة إلى شباك الفصل السابع وإخضاعها للجان أممية مقزز حد الغثيان، ليس بإمكان أحد أن يتخلى عن وجوده وهويته ويبقى بلا وطن، ومن أين لنا بجرأة سافرة نستطيع من خلالها أن نمزق النشيد الوطني وننتزع منه (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) العبارة التي رددناها وظل شموخنا يتغذى عليها طويلاً. لقد كرهنا نمط هذه السياسة كثيراً، وحين تنتهي المبررات التي تمضي في تسويق سياسة تبيع البلاد جملة وتجزئة لبن عمر وعواصم عربية وغربية فإننا لا نمتلك إلا أن نلعنها وننعتها بأقذع ما لدينا من ألفاظ. [email protected] * "المنتصف"