(خط المنتصف)* أحداث دراماتيكية متسارعة تنتهي عروضها بأشباح تعبث بالوطن وتدنس طهره بمجون، ثم تقرير سطحي لمهمة استثنائية لو تم إيكالها لعجوز تجاور أسوار العرضي لحصل الناس على مسؤولية يمكن الركون لنتائجها، التكهنات والتخمينات تعبث بمزاجنا العام ولا ندري من أي الأبواب سننجو ببلد منهك يوشك على إنهيار محتمل، ما الذي يفترض أن نفكر به إزاء انتهاك فادح للسيادة وقدرة شريرة استطاعت اختراق السياجات الأمنية البليدة والوصول بكل جرأة استفزازية إلى ساحة العرضي حيث مكتب القائد الأعلى ومعقل هيئة الأركان ووزارة الدفاع. عاش العرضي ساعات مروعة طويلة، فيما الساسة متفرغون للفضائيات يتنقلون فيها لكيل الاتهامات والتباري بها على نحو مخزٍ في استعراض سمج ومؤشر إضافي لمستوى انهيار المسؤولية الأخلاقية تجاه وطن لم يبق له غير ضمير وطني يشتعل بالغيرة عليه ليستنجد به وسط عتمة المتاهات والتحالفات السياسية الدنيئة وهي تستبيح ما حولها ولا تبالي بما قد يطال النخبة داخل الجيش أو يتهدد الحياة برمتها. تفسير عجز الأجهزة الأمنية بعدتها وعتادها، والإخفاقات المتتالية للسيد قحطان الذي لا يزال وزيراً حتى اللحظة أظنه حديثاً فيه مضيعة للوقت، باعتبار أن قرار الإطاحة به وبحكومة يختبئ وزراؤها في أوكارهم كما الأوغاد، بات أمراً محسوماً لدى الرئيس، وهو الآن عاكف على صياغته بطريقة تتفادى الانهيار التام، الشعب يعول الآن على الرئيس هادي الذي يقف أمام خيار جاد وتاريخي، بيده إنقاذ ما تبقى، فليس ثمة خيار آخر بإمكانه إيقاف نهم الخوف المتزايد على بلد لم تعد فيه الكيانات والأحزاب المؤدلجة تأبه لخوفنا، حتى وإن أخبرناهم أننا نقترب من هاوية السقوط في عنف عام واختلال مطلق يتجول في البلاد ويستحيل السيطرة عليه. لدينا ساسة غير قادرين على التمييز بينما هو سياسي وما هو وطني، وكيف أنهم يرتكبون حماقات لا تغتفر وبات الآن من الصعب على الناس احتمالها . [email protected] * "المنتصف"