لا مستحيل في اليمن إلا هذا.. "أنصار الله" ضد المبادرة ومع أهم بنودها "الحوار".. مع "الحوار" وضد أهم مخرجاته "الأقاليم".. ضد "الأقاليم" ومعها إن تم إعادة تحديدها وفقاً لما يناسب مشروعهم.. ضد "الانتخابات" التي جاءت ب"هادي" رئيساً ومع التمديد له بعد انقضاء فترة حكمه.. ضد "حكومة الوفاق" ومع نفس الحكومة إذا تم إشراكهم فيها.. ضد "الرياض" ومع التنسيق معها ضد "الإصلاح".. ضد "الإخوان" ومعهم ضد انقلاب "السيسي" في مصر.. مع "طهران" وضد أي تدخل أجنبي في الشأن اليمني.. ضد "أمريكا" الاستكبارية ومع "روسيا" الاستكبارية مرتين.. ضد "الخلافة" ومع "الإمامة".. مع "الدولة المدنية" وضد "الحريات الشخصية.." ضد ومع ضد ومع ضد ومع ضد ومع.... قد يتوافر لأنصار الله الحوثيين تفسير لكل تناقض – ربما يكون ظاهرياً لا غير – من التناقضات السابقة، غير أن التناقض التالي هو بالتأكيد الذي يحتاج إلى إثبات "سماوي" أو نفي "نبوي" ليتمكن المرء من مواصلة العيش بحيرة أقل.. التناقض المقصود أعلاه، تضمنه الخبر الذي تم تداوله بشكل واسع طوال أيام الأسبوع الماضي.. الخبر يقول بأن ثمة تنسيقاً ثنائياً تم الاتفاق والتوقيع عليه بين "الحوثيين" من جهة والجنرال "علي محسن من جهة أخرى.. وبرغم تصريحات النفي الصحفية الصادرة من هنا وهناك، إلا أنني شخصياً لا أستبعد حدوث أي شيء في هذا البلد كأن يأتي اليوم الذي لا يشهد تناقضاً بين أن يكون الحوثيون ضد "الإصلاح" ومع "علي محسن" أو العكس.. وتباً لك يا "فن الممكن"! :