[ من المحرر: سماء الهاشمي, امرأة من أصول يمنية مقيمة في المملكة العربية السعودية بجدة, وهي مدونة راقية في فيسبوك، وإنسانة رائعة، كانت تعمل وتتعامل مع الأطفال من ذوي "التوحُّد" ومتلازمة داون. ناضلت سماء خمسة أعوام للبقاء قيد الإنسانية الحقة ضد ورم سرطاني خبيث تداوت له في بلدان شتى شرقاً وغرباً.. لكن مشيئة الله سابقة، وإرادته اختارتها إلى جواره وبقيت حتى يومها الأخير محافظة على روحها المشرقة وإيمانها القوي وتغريداتها التي تخبر عن أديبة من طراز رفيع. الخميس الماضي: 13 مارس 2014م, أسلمت سماء الهاشمي روحها الطاهرة لله الرحيم، وآوت إلى كنفه وجواره. وتحوَّلت صفحتها في موقع التواصل إلى مزار وسرادق عزاء. وفيما يلي تنشر "المنتصف" تدوينات منتقاة من ديوان يوميات سماء الهاشمي في فيسبوك. تحية لها وتخليداً لذكراها. تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته. ولروحها السلام. // الأسيف/ أمين الوائلي] (1) مخرج وأمل لاتحزن إن الله معنا *** (2) ها أنا أقيم وليمة صبر على طاولة هذا الصباح رفقاً بالعصافير وتقرباً لي، فلربما حلقت للسماء *** (3) صباح الخير مبللة بالعطر ترتدي ملامح البحر تقفز على الشاطئ وتركل كل المسافات رأيت الموج يقذفها لتطير إلى سمائك *** (4) ويحدث أن يهدئ أوجاعك صوت أحدهم *** (5) الذي قتل العصافير غضبت عليه السماء والذي حاول أن يغطي شعاع الشمس أصابه العمى *** (6) قرأت أن "مدارك" ستنشر كتاباً بعنوان "حلمي ألبس صندل" طبعاً اللي كلي أمل أنشر رواية وحسميها "حلمي أرجع البيت" *** (7) صباح الخير يا أمي أكتب لك وأشعر أني بعيدة عن مكانك عن رائحتك ودفء حضنك وحنان صوتك لأقول لك بكل وجع الدنيا "أشتقت إليك" *** (8) ولأحرر الصراخ المربوط في حبالي الصوتية أحتاج لأمل حاد *** (9) يااارب أعني ضقت ذرعاً بأوجاعي وأصبح جسدي لايطيق المزيد ما عدت أطيق مقارعتها وطنين الخوف في أذني وزمجرة الوهن في أطرافي لأفصل ربيع قريب ولا تلوح في الأفق بارقة أمل *** (10) ليتني أستطيع إلقاء هذا الوجع الثقيل عن صدري أن أتنفس حتى تبعث الحياة فيه أن أجد من يدثرني حين تمطر الأوجاع من ينقذني حين أغرق من يحشوني بين قلبه ومعطفه لأنام *** (11) قررت أن أطعم العصافير الحب مقابل أن يقصوا عليَّ حكايات الغيم وعند غياب الشمس نحتضن السماء وننام *** (12) أسوء_ألم_حسيت_فيه اللحظة التي سمعت فيها أن أبي مات في حادث، شهقة الأمل الصغير بأن يعود محملاً بالحلوى والألعاب أمام حقيقة موته كل الآلام بعده تافهة *** (13) ومازالوا يتهمونني بسرقة رصاصاتهم وفي داخلي مئات القتلى *** (14) وأني تركت حلمي في وداعتك يا الله *** (15) أنا تلك الطفلة التي لديها رغبة ملحة في البكاء لكن تلك العجوز أقنعتها أنها صارت كبيرة والكبار لايبكون لكنهم "يموتون" : : _______________________ وداعاً... سماء الهاشمي. إلى رحمة الله * صحيفة "المنتصف"