عقب كل عملية تبادل للأسرى بين الحكومة وعصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تتضح الصورة البشعة لهذه العصابة من خلال ملامح الأسرى المفرج عنهم من سجونها. لاحظ العالم أجمع، خلال اليومين الماضيين، حالة الأسرى والمعتقلين التابعين للحكومة عقب الإفراج عنهم من سجون عصابة الحوثي، حيث يبدو عليهم الإرهاق والتعب جراء التعذيب الوحشي الذي مارسته هذه العصابة بحقهم خلال سنوات بقائهم في السجن.
وبالمقابل، بدت ملامح اسرى عصابة الحوثي أحسن حالا وبصحة جيدة كأنهم في رحلة سياحية وفق تعليق ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
المشهد الأبرز في عملية تبادل الأسرى، ظهر على وجه شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، الذي أسعف على الفوز لأحد مستشفيات السعودية للعلاج بعد أن ساءت حالته الصحية بشكل كبير في سجون عصابة الحوثي، ومثله الكثير من الأسرى والمعتقلين الذين لم يتم تسليط الضوء عليهم، غير أن الأيام القادمة كفيلة بكشف الإنتهاكات التي تعرضوا لها من قبل عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
عقب عمليات التبادل السابقة، سواء التي تمت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو عن طريق وساطات قبلية، توفي العديد من الأسرى والمعتقلين بعد خروجهم بأيام من سجون عصابة الحوثي، نتيجة سوء حالتهم الصحية وتفشي الأمراض بأجساهم في ظل الإهمال واللا مبالاة من قبل عصابة الحوثي.
وسلطت منظمات حقوقية الضوء على جرائم عصابة الحوثي، وأفردت مساحات واسعة للعديد من الأسرى الذين توفوا أو أصيبوا بجلطات أو شلل في الأطراف أو غيرها من الأمراض التي حدثت بفعل التعذيب الوحشي في سجون عصابة الحوثي.
وفي هذا السياق، أشارت منظمات حقوقية إلى العديد من الأسرى المحررين الذين توفوا عقب خروجهم من سجون عصابة الحوثي، ومنهم صادق عبدالجليل البتراء، الذي توفي مطلع ديسمبر الماضي بعد شهرين من خروجه من سجون عصابة الحوثي الإرهابية.
وأكدت المصادر الحقوقية أن البتراء توفي نتيجة مضاعفات صحية بسبب تعذيب عصابة الحوثي له وإصابته بأمراض عدة.
وأشارت إلى أن الأسير البتراء ظل مختطفا في سجون عصابة الحوثي لسنوات، وخرج قبل فترة قصيرة في صفقة تبادل مع أسرى تابعين لعصابة الحوثي، غير أنه توفي متأثرا بمعاناة داخل السجن.
جرائم سجون عصابة الحوثي
في السياق، وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان تعرض 1635 مختطفاً للتعذيب في سجون عصابة الحوثي، بينهم 109 أطفال و33 امرأة و78 مسناً، موزعين على 17 محافظة يمنية. وأوضح أن جرائم التعذيب أسفرت عن إصابة عشرات الأسرى والمعتقلين بشلل كلي أو نصفي، والبعض الآخر بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية.
وأشار التقرير إلى تعرض 208 مختطفين آخرين لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت، بينهم 8 أطفال و9 نساء و15 مسناً، منهم من توفي نتيجة التعذيب في زنازين المليشيات الإرهابية، والبعض الآخر توفي نتيجة الإهمال وتدهور حالتهم الصحية في ظل الحرمان المستمر من تلقي العلاج ومنع الأدوية عن الكثير منهم، إضافة إلى تعرض عدد من المختطفين للتصفية الجسدية داخل سجون مليشيات الحوثي أو دفعتهم المعاناة وقسوة وبشاعة التعذيب إلى الانتحار.
عدد من الأسرى والمعتقلين في سجون عصابة الحوثي كشفوا بعد خروجهم أن عملية التعذيب تسير بطرق ممنهجة لتطهير عرقي تقوم بها داخل المعتقلات، وبإشراف قيادات كبيرة داخل العصابة أبرزهم مسؤول ملف الأسرى التابع لعصابة الحوثي عبدالقادر المرتضى وعبدالرب جرفان، ومطلق المراني الملقب بأبو عماد، وأبو شهاب المرتضى، وغيرهم من قيادات عصابة الحوثي الذين يشرفون على عمليات التعذيب في سجون هذه العصابة.