بعد أن استبشر اليمنيون بإطلاق المئات من الأسرى والمعتقلين من سجون طرفي الحرب بعد منتصف شهر رمضان الماضي. وقيام وسائل إعلام الداخل والخارج بعد ذلك بإذاعة لقاءات مع بعض من أطلق سراحهم من الرجال والنساء من هنا وهناك، هالني ما ذكره بعضهم وخصوصا بعضهن عما لقوه من عذاب نفسي وجسدي في سجون الطرفين (وعهدة الصدق أو الكذب في مضمون الروايات يعود على قائليها) وصلت مدة سجن بعضهم إلى سنين، وهم وهن يقاسون العذاب الشديد من قبل السجانين الذين اختيروا بعناية من بني البشر قساوة وغلظة.
أخرجوا كل أمراضهم النفسية ضد إخوانهم وأخواتهم بدون خوف من الله أو من أي قوانين تحترم آدمية أسرى الحرب والاعتقال حتى خيل لي أن السجانين اليمنيين أغلظ وأعنف السجانين في العالم خصوصا ضد إخوانهم اليمنيين ولا يملكون ذرة من الإنسانية.
وما أحزنني أكثر هو ما لقيته النساء اليمنيات بالخصوص من إهانة وتعذيب وصل حد المساس بشرفهن وحرمتهن (حسب إفادتهن) من أولئك السجانين.
وكان من النادر أن يتم سجن النساء في اليمن (سابقا) إلا لتهم جنائية وليس سياسية، ولكن بدون تعذيب أو إساءة. أما اليوم فقد أصبحت المرأه اليمنية مهانة في شرفها وحرمتها التي كان المساس بها قبل هذا الزمن الرديء خطوطا حمراء لدى كل اليمنيين الذين كانوا يعتبرون شرف وحرمة المرأة جزءا من شرفهم وحرمتهم. فما أقسى قلوبنا على بعضنا البعض. والله المستعان على ما يصفون.
