عادني دريت الآن أنّ الرئيس السابق علي صالح وصف شباب الثورة الذين أنا واحد منهم بأننا "صعاليك" وذلك في أحد منشوراتِه على صفحته قبل أيام... وبعدين معاك يا عمّو علي؟ احنا صعاليك ها؟ هذا الذي طلع منك آخرتها؟ هيا اسمع مني هذا الرد: شكراً جزيلاً على وصفك المهذّب لنا بأننا كنا مجرد "صعاليك"، فهذا ألطف وأهون ما يُمكن أنْ تصفَنا به مقارنةً على الأقل بفظاعة ما وصفناك ولا نزال نصفُكَ به منذُ 11فبراير2011، وهو وصفٌ منصفٌ لنا تماماً مقابل ما تسبّبنا به للبلد وللشعب من شقٍّ للصفّ وتمزيق للتراب ونقلٍ لأجهزة الدولة من فساد سلطتك السيّء إلى فسادِ معارضيك الأسوأ منك، نتيجةَ قيامِنا بثورةٍ لم نكنْ أهلاً للقيام بها بأيدٍ خاليةٍ من أي مشروع ورؤوس فارغةٍ من أي رؤيةٍ وبألسنٍ سقَطَتْ بالخطابِ الثوري إلى أسفل مفردات السبّ والشتيمة.. وبمعرفة أنّ كلمة صعلوك تعني: كثيرَ التحرّك والتنقل في الأرض بغيرِ هدفٍ أو مشروع.. أدرك مدى انطباق هذا التعريف على ما كان عليه حالُنا نحن "فئة شباب الثورة"، إلا أنّ فئةً أخرى غيرَنا استغلّت "صعلكتَنا" مطيّةً لتحقيق مصالحها الضيّقة، ولولا قبولُكَ "مشكوراً" بتسليم السلطة لجَعلوا من صعلكتِنا مطيّةً لإحراق الأخضر واليابس، ولكن، الحمد لله على نعمة "العمى" بعدَ أن خوّفونا بنقمة "الموت".. فشكراً مرّةً أخرى على لُطفِكَ وذوقِك بوصفنا "صعاليك".. ولا أعتقد أن التأريخ سيصفنا بأقل أو بأكثر من ذلك.. ولقد قلتُها في ديسمبر 2011م، وصدقتُ حين قُلتُها: تبّاً لنا.. لمّا ربطنا بالسياسة حبلَنا.. تبّاً لنا.. لمّا أردنا العزَّ من أحزابَ هُمْ من أورثونا ذُلّنا.. تبّاً لنا.. لمّا اتّبعنا كلَّ كذابٍ يبيع بضاعةَ الأوهامِ في سوقِ المُنى.. تبّاً لنا.. ولكل من خاضوا بمعتركِ الرجولةِ سُذّجاً حمقى وأوّلُهُمْ.. أنا.. --------------------------- طارق كرمان 5 أبريل 2014م