سيكون عشاق كرة القدم الخليجية على موعد مع لقاء مرتقب بين منتخبا قطر والإمارات غدا التاسعة والربع – بتوقيت البحرين – على إستاد مدينة خليفة بالمنامة، في ثاني لقاءات المجموعة الاولى، ضمن منافسات بطولة كأس الخليج الحادية والعشرون " خليجي 21" والتي تستضيف البحرين منافساتها وتستمر حتى الثامن عشر من يناير الجاري. وتحمل هذه المواجهة مبرراتها التي تجعلها واحدة من أهم لقاءات الدور الاول للبطولة، فهي تجمع بين منتخبين يضمان بين صفوفهما مجموعة من أبرز اللاعبين على الساحة الخليجية حاليا، علاوة على أنهما من ابطال هذه البطولة في نسختين متتاليتين، حيث فازت قطر بلقبها في خليجي 17 التي استضافتها على أرضها عام 2004، وتلتها الإمارات بالفوز بخليجي 18 والتي استضافتها ايضا على أرضها في 2007، ومع وجود منتخب عمان صاحب لقب خليجي 19 في نفس المجموعة، يبرز قوة هذه المجموعة التي تضم 3 منتخيات أبطال لثلاث بطولات متتالية في الأعوام الأخيرة. كما أنها مواجهة بين طموحات وخبرة "العنابي" تقابلها حماسة وإنجازات شباب " الأبيض" في الجهة المقابلة، يضاف إلى ذلك دافع كل من المنتخبين في تقديم ما يثبت طموحه في المنافسة على لقب هذه البطولة، من خلال هذه المباراة الإفتتاحية، وبتحقيق الفوز على منافس قوي يعد احد المزاحمين على بطاقة التأهل إلى قبل النهائي، وإبلاغ باقي المنتخبات المشاركة برسالة فحواها ان المنافسة ستكون قوية وشرسة. ولن يكون طموح أي من المنتخبين أقل من الأخر في تحقيق لقب جديد يزين به سجل إنجازاته الخليجية، فقطر تحمل لقب البطولة مرتين ( خليجي 11 وخليجي 17) وكلاهما كانا على أرضها، بينما الإمارات تذوقت طعم التتويج بهذا الكأس مرة وحيدة في خليجي 18 على أرضها ايضا. المنتخب القطري ( العنابي) يخوض هذه المباراة بصفوف ليست مكتملة تماما، بعدما ابتعد لاعبون اساسيون عن تشكيلة الفريق بسبب الاصابة ومنهم عادل لامي وخالد مفتاح وفابيو سيزار وعبد الكريم سالم العلي. ومع هذا سافر الفريق الى البحرين وهو مفعم بالثقة، معززا بموقفه الجيد الجيد في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، حيث تتأخر قطر بنقطة واحدة وراء اوزبكستان متصدرة مجموعتها في تصفيات كأس العالم بينما ودعت الامارات المنافسة على الصعود مبكرا. ورغم ان البرازيلي باولو اوتوري المدير الفني للعنابي - الذي عين في فبراير الماضي خلفا لمواطنه سيباستياو لازاروني - لم يبد أي شكوى عقب خسارة قطر 2-صفر وديا أمام مصر الشهر الماضي في الدوحة بعد اداء اثار قلق الجماهير الا ان مواجهة الامارات المتطورة مؤخرا سيتطلب الارتقاء بالاداء الى مرحلة أعلى. وفي نفس الوقت فإن اوتوري يعتمد على العديد من الأوراق الرابحة ، ويأتي على رأسها النجم خلفان إبراهيم، أفضل لاعب صاعد في اسيا عام 2006، والعائد من جديد لتشكيلة منتخب بلاده بعد فترة إصابة حيث يأمل مع عودته أن يقود بلاده لنتائج أفضل مما تحقق في غيابه. ويعتمد العنابي ايضا على المهاجم الخطير سيبستيان سوريا القادر لإزعاج دفاعات أي منافس بتحركاته المستمرة وبنيانه القوي الذي يساعده على الالتحام، وكذلك لورانس قائد منطقة وسط الملعب والذي يعد رمانة الميزان للمنتخب القطري والذي يتميز أيضاً بتسديداته الصاروخية ، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين المميزين أمثال يوسف أحمد وطلال البلوشي وبلال محمد. وفي المقابل يدخل المنتخب الإماراتي هذه المواجهة بدوافع مختلفة نسبيا، فالأبيض الذي يقوده مدرب مواطن للمرة الأولى في بطولات الخليج وهو مهدي علي – من الجولة الاولى وليس بديلا لأحد- قائد كتيبة الإنتصارات للكرة الإماراتية في السنوات القليلة الماضية بقيادته لمنتخبي الشباب والاولمبي، وتحقيقه العديد من الإنجازات غير المسبوقة للكرة الإماراتية، يسعى جاهدا لوضع اول سطر من إنجازاته مع المنتخب الأول في خلال خليجي 21. ومثلما أرتقى مهدي إلى المنتخب الأول بعد مسيرة الإنجازات، فان المنتخب الإماراتي يضم حاليا في تشكيلته معظم قوام المنتخب الأولمبي الذي كان يقوده مهدي، وهو أحد أسباب قوة هذا الفريق، بسبب تجانس وتألف اللاعبين من جهة ومديرهم الفني من جهة أخرى، علاوة على ان معظمهم من الاعبين الشباب الذي يتمتعون بقدرات فنية وبدنية عالية، حماس وطموح على أعلى مستوى، علاوة على ان مقدار خبرتهم يفوق الساحة الإقليمية، وتصل إلى أبعد من ذلك. وتضم تشكيلة الأبيض مجموعة واعدة من اللاعبين يأتي على رأسها الواعد عمر عبد الرحمن (عموري) صاحب اللمسات الرائعة والمؤثرة، الذي لفت الإنظار إليه بشدة خلال مشاركة المنتخب الاولمبي في اولمبياد "لندن 2012"، و كذلك المهاجم أحمد خليل لاعب النادي الأهلي احد ابرز المساهمين في أنجازت هذا الجيل من اللاعبين، ومعه زميله في الاهلي إسماعيل الحمادي، وكذلك مدافع فريق الوحدة حمدان الكمالي. ويدعم وجود هذه الكوكبة من اللاعبين الشباب الذي يشارك بعضهم لاول في بطولات كأس الخليج، وجود لاعبين اخرين أصحاب خبرة وباع طويل في هذه البطولات يتقدمهم النجم إسماعيل مطر قائد المنتخب الإماراتي لاعب نادي الوحدة وصاحب المشاركات العديدة المميزة في هذه البطولة، وكذلك حارس المرمى علي خصيف الذي سيحمي عرين " الأبيض". ولعل أبرز الإنتقادات التي توجه لمهدي علي هي اعتماده على أغلب لاعبيه السابقين دون النظر إلى عناصر الخبرة من المنتخب القديم أو الذين يتألقون في الدوري من عينة سبيت خاطر لاعب الجزيرة وهلال سعيد لاعب العين وبشير سعيد لاعب الاهلي وعيسى عبيد لاعب الشباب، والذين لم يضمهم مهدي إلى " الأبيض". ورد مهدي بأنه من غير المعقول أن يعتمد على لاعب عمره أكثر من ثلاثين عاما، في الوقت الذي يسعى إلى أهداف اخرى مستقبلية، متمثلة في نهائيات كأس اسيا بإستراليا، وتصفيات كأس العالم 2018 بروسيا. ويعد هذا هو أكبر تحدي امام مهدي ولاعبيه في مباراة اليوم، اما أن يثبت صحة وجهة نظره ويتخطى نظيرة العنابي، صاحب الخبرة الأكبر، او أن يدفع ثمن إعتماده على عناصره الشابه التي تفتقد خبرة البطولات الخليجية. كان المنتخب الإماراتي قد خاض في الدوحة، حيث خاض معسكر اعداد وحيد للبطولة، تجربتين وديتين مع نظيره اليمني، وفاز فيهما بهدفين نظيفين، و3-1. تشكيلة قطر: قاسم برهان ، بلال محمد، محمد كاسولا مسعد الحمد، ابراهيم ماجد، وسام رزق، طلال البلوشي، حسن الهيدوس، أنس مبارك، خلفان ابراهيم، سيبستيان سوريا. تشكيلة الامارات : علي خصيف، محمد أحمد، حمدان الكمالي، وليد عباس، عبدالعزيز صنقور، عامر عبدالرحمن وخميس إسماعيل عمر عبدالرحمن، اسماعيل الحمادي، اسماعيل مطر، علي مبخوت. المصدر-موقع كوورة
