عن مؤسسة عمان للصحافة، والأنباء، والنشر، صدر العدد التاسع، والثلاثون، من المجلة الثقافية "نزوى" مفصلاً بالعديد من الدراسات الأدبية، والنقدية، والفنون، والمسرح، والسينما، والنصوص: الشعرية،والسردية، والمتابعات الثقافية. متطرقة إلى قضايا ثقافية، وأدبية، وفنية، تنوعت في محتواها، وتفاوتت في مستويات، تنميطاتها الكتابية. ففي حين أطل علينا سيف الرحبي بافتتاحيته المغمسة بحبر الشعرية – كما هي عادته- في افتتاحيات المجلة؛ متجولاً في أيام الأسبوع، محللاً سيكلوجية الكون والثقافة،والأصدقاء، والطيور، والأشعار، والموسيقى،والذكريات والنساء؛ ينتقل بنا مفيد نجم إلى دراسة نقدية في شعر محمود درويش، دراسة لغوية تؤكد تجليات التحويل الذي آل إليه درويش في مجاميعه الشعرية الأخيرة ابتداءً ب (لماذا تركت الحصان وحيداً)، وانتهاء ب ( لا تعتذر عما فعلت)، مستشهداً الناقد بهذا التحول من خلال جملة دلالات، نحو: العناوين، ثم طبقة حضور الذات الفردية، وانقساماتها ما بين الشخصي والوطني، وتوظيف أساليب السرد، والتقطيع المشهدي، والحوار الدرامي، وظهور التناص بأشكال متعددة. أما الناقد العربي محمد عبدالمطلب فقد تناول في مقالته المعنونة ب (آفاق التجربة الشعرية، التسعينية في اليمن) اتجاهات الخطاب الشعري لدى جيل التسعينات في اليمن. ومن خلال تناوله لمجموعة من شعراء اليمن نحو، ضيف الله العواضي، وهدى أبلان، وأمين أبو حيدر، وخالد غيلان، وغيرهم، يخلص الناقد إلى أن الشعر الحديث في اليمن تتعدد مداخله و آفاقه الخطابية: فهناك "الخطاب الذي يلج من الأفق العرفاني، وهناك المدخل الفلسفي، والاسطوري، والرمزي، والإسقاطي، وغيرها من المداخل)، مستنتجاً من هذا الجيل بأنه جيل المغامرة التجريبية والتجاوزات الإبداعية، حيث انتقل الشعر من (الغيرية) إلى (الذاتية). معمماً التجربة اليمنية على التجارب العربية الحديثة التي يراها بأنها غير بعيدة عنها، بحيث تتفق مرجعياتهم، ومستوى استحضار التجاوزات التي لازمها إهدار المرجعية، والتحرر من قيود الزمان، والمكان وإنتاج الموقعات البديلة، والتعالي على قوانين الوجود. مؤكداً بأن ما يفرق بين التسعينيين في اليمن، وغيرهم من الدول العربية هو أنهم لم يوغلوا كثيراً في منطقة المعنى، ولا زال لديهم الموضوع يمثل جانباً توصيلياً مهماً، مع عدم أهمالهم للطاقة التخيلية في ذات الأوان. وما يؤخذ على الناقد – هنا- هو أنه اعتمد في دراسته على الصوت العربي بوجه عام، دون أن يخصص الدراسة ويوجهها للصوت التسعيني في اليمن، (عنوان الدراسة) رغم أنها كانت إحدى الأوراق التي تقدم بها الناقد إلى ملتقى الأدب في صنعاء. من النصوص الشعرية التي حفل بها العدد نصان شعريان لشاعرين يمنيين هما: نبيل سبيع، ووضاح اليمن. نقتطف هذا المقطع من قصيدة "تفصلنا وواو عطف" ل (نبيل سبيع): هل ستنتظريني هنا. فيما أذهب إلى ذلك السور. لاستند إليه وأصلح من قرارة نفسي سأنهمك لثوانٍ وستكون فرصتك لمتابعة كيف يصلح ولد سيئ مثلي من قرارة نفسه لأتخلص من أي خراب. قد يحصل فجأة تصوري قرارة نفسك مقلوبة كجورب